تحليل باحث بريطاني: فشل إسرائيل في مواجهة حماس وخسارتها في الحرب
قال أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفور، بول روجرز، إن إسرائيل تواجه هزيمة في الصراع مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ورغم ذلك، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يظلان على عدم الاعتراف بهذه الحقيقة. وأكد روجرز، في مقال نشرته صحيفة الغارديان، أن رواية إسرائيل الرسمية تدعي ضعف حماس، في حين يرى الباحث أن عقيدة الجيش الإسرائيلي التي تعتمد على القوة الهائلة تواجه فشلاً.
وأوضح روجرز أن السيطرة الكبيرة التي كانت تمارسها الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع على رواية الحرب في غزة قد شهدت تغييرًا، حيث بات بإمكان البعض في وسائل الإعلام تقديم صورة مختلفة. ورغم أن السمعة الدولية لإسرائيل قد تأثرت بشكل سلبي جراء الخسائر البشرية والدمار الهائل في غزة، يظل الجيش الإسرائيلي قادرًا على ترويج سرد حول ضعف حماس.
وأشار الباحث إلى أن صعوبة الوصول إلى معلومات دقيقة في غزة كانت تعتبر تحديًا للصحفيين، خاصةً في ظل تقديم الجيش الإسرائيلي معلوماته. ولكن مع ظهور صور مختلفة، كان هناك نقص في الأدلة التي تدعم بعض تصريحات الجيش، ما دفع بعض الصحفيين إلى التشكيك في صحة بعض الروايات، مثل وجود مقر لحماس تحت مستشفى الشفاء.
مؤشرات على مشكلات الجيش الإسرائيلي
أشار أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفور، بول روجرز، إلى مؤشرات تدل على تفاقم مشاكل الجيش الإسرائيلي في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأشار إلى معلومات نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تفيد بأن عدد الإصابات بين الإسرائيليين تجاوز 5 آلاف، مع تصنيف 58% منها كإصابات خطيرة، وأكثر من 2000 شخص تم تصنيفهم رسميًا كمعاقين. وقارن ذلك بالأرقام الرسمية التي أفادت بمقتل 460 جنديًا فقط في غزة وإسرائيل والضفة الغربية، وإصابة نحو 1900 آخرين.
وأشار إلى حالات الوفاة الناتجة عن النيران الصديقة، حيث بلغت 20 حالة وفاة من بين 105 حالات وفاة بسبب القتال، وهو ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. وانتقد روجرز قادة الجيش الإسرائيلي، مُبينًا أن القوة الهائلة التي يعتمدون عليها قد فشلت.
وأكد أن القادة الإسرائيليين يدركون الآن أن حماس لا يمكن هزيمتها بالقوة العسكرية فقط، ويرى أن الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها قد تؤدي قريبًا إلى هدنة إنسانية جديدة، ولذلك يسعى الهدف الحالي لهم إلى إلحاق أكبر ضرر ممكن بحماس.
واختتم مقاله بتأكيد أن إسرائيل بحاجة إلى إنقاذ نفسها من خلال تغيير نهجها، ويعتمد ذلك بشكل كبير على موقف الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن وفهمها للدور الذي يجب أن تلعبه في إنهاء الصراع بسرعة، نظرًا للتحولات السريعة في المشهد الدولي.