اقتصاد

توقعات متفائلة لأسعار الذهب.. غولدمان ساكس وUBS يرفعان تقديراتهما بفعل الطلب المتزايد والمخاطر العالمية

رفعت مؤسستا “غولدمان ساكس” الأميركية و”يو بي إس” (UBS) السويسرية توقعاتهما بشأن أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، مدفوعتين بزيادة غير متوقعة في طلب البنوك المركزية، وتعزيز الذهب لمكانته كأداة تحوط موثوقة ضد الركود والمخاطر الجيوسياسية. وتشير التقديرات إلى استمرار موجة الارتفاعات حتى عام 2025 وربما أبعد من ذلك.

وفي مذكرة حديثة، توقعت مجموعة “غولدمان ساكس” أن يصل سعر الذهب إلى 3700 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2024، مع احتمالية ارتفاعه إلى 4000 دولار في منتصف 2026. من جانبها، رجّحت جوني تيفز، المحللة الاستراتيجية في “يو بي إس”، أن يبلغ الذهب 3500 دولار للأوقية بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025، وذلك حسب مذكرتين منفصلتين صدرتا الجمعة الماضية.

ارتفاع قياسي وتوقعات متصاعدة

تأتي هذه التوقعات عقب تسجيل الذهب مكاسب أسبوعية بنسبة 6.6%، وبلوغه مستوى قياسيًا جديدًا تجاوز 3245 دولارًا للأوقية في تعاملات اليوم الاثنين، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 3224 دولارًا للأوقية.

ويشير هذا الاتجاه الصاعد إلى حالة من التوافق بين كبار المستثمرين حول مستقبل أسعار الذهب، في ظل بيئة اقتصادية متقلبة، وتنامي حالة عدم اليقين نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية والتجارية، لاسيما مع عودة السياسات الحمائية التي يتبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الواجهة.

مشتريات البنوك المركزية تُعزز الصعود

رجّح محللو “غولدمان ساكس” أن يبلغ متوسط مشتريات البنوك المركزية نحو 80 طنًا شهريًا هذا العام، متجاوزًا تقديراتهم السابقة التي بلغت 70 طنًا. وأكدوا مجددًا على أهمية الذهب كاستثمار طويل الأجل، لا سيما مع تصاعد احتمالات الركود، والتي يقدرها خبراء الاقتصاد في البنك بنسبة 45%.

وأشار المحللون إلى أن تدفقات المستثمرين نحو صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب كانت مفاجئة في قوتها، ما يعكس تصاعد الحاجة إلى التحوط من تقلبات السوق. ووفقًا لتحليلاتهم، فإن الذهب قد يصل إلى 3880 دولارًا للأوقية في حال استمرار هذا الاتجاه حتى نهاية العام.

UBS: طلب متنوع يدفع الذهب إلى الأعلى

بدورها، توقعت “يو بي إس” استمرار الطلب القوي من مختلف الفئات، بما في ذلك البنوك المركزية، ومديرو الأصول على المدى الطويل، وصناديق التحوط، وصناديق الثروة الخاصة، والمستثمرون الأفراد. واعتبرت أن التغيرات في التجارة الدولية والاضطرابات الجيوسياسية تدفع إلى إعادة توجيه الاستثمارات نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب.

وفي الوقت ذاته، رأت المحللة تيفز أن هناك متسعًا كبيرًا لمزيد من التدفقات الاستثمارية، مشيرة إلى أن السوق لا تزال بعيدة عن حالة “الازدحام”، ما يفتح المجال أمام مزيد من الصعود.

أداء الذهب والمعادن النفيسة اليوم

رغم أن الذهب تراجع اليوم عن أعلى مستوياته التاريخية، فإنه بقي فوق مستوى 3200 دولار للأوقية. وفي التعاملات الفورية، انخفض بنسبة 0.4% إلى 3222.49 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.2% إلى 3238.50 دولارًا.

ويعود هذا التراجع الطفيف إلى تهدئة التوترات التجارية، بعد إعلان الإدارة الأميركية إعفاء الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الجمركية، ما خفّف من ضغوط السوق.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد جاءت تعاملات اليوم على النحو التالي:

  • الفضة: استقرت عند 32.27 دولارًا للأوقية.
  • البلاتين: ارتفع بنسبة 1% ليسجل 952.10 دولارًا.
  • البلاديوم: صعد بنسبة 2.2% إلى 935.38 دولارًا.

خلاصة

تُظهر التقديرات الصادرة عن كبرى المؤسسات المالية العالمية أن الذهب يتجه نحو آفاق سعرية غير مسبوقة خلال العامين المقبلين، مستفيدًا من حالة عدم اليقين العالمي، وتوجه البنوك المركزية لزيادة احتياطاتها من المعدن الأصفر، مما يجعله خيارًا استثماريًا استراتيجيًا في مواجهة الركود والمخاطر الجيوسياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى