سقوط طائرة سويتش بليد 600″ الأمريكية في أوكرانيا: تحليل تقني وفرصة لدراسة التكنولوجيا الروسية
ظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي الروسية صور لطائرة مسيرة من طراز “سويتش بليد 600” (Switchblade 600) من إنتاج شركة “إيروفيرونمنت” (AeroVironment)، والتي سقطت في أوكرانيا خلال الحرب، وفقًا لموقع “ديفينس إكسبرس” (Defense Express).
وبحسب الموقع، فإن سقوط الطائرة يعود إما إلى عطل فني أو هجوم إلكتروني فعال تسبب في تعطيل نظام “جي بي إس” (GPS) الخاص بها، حيث لم تُسجل أي أضرار جسيمة على هيكل الطائرة التي قد تكون ناتجة عن هجوم مضاد للطائرات. وقد تضرر ذيل الطائرة فقط نتيجة السقوط.
من جهة أخرى، قام خبراء المتفجرات الروس بإزالة جزء من جسم الطائرة للوصول إلى الرأس الحربي، الذي يُعرف بقدراته التدميرية العالية ضد الدبابات.
وفي وقت لاحق، أفادت قناة “راشن أرمز” (Russian Arms) على “تليغرام”، وهي قناة موالية لروسيا، أن عدة طائرات من طراز “سويتش بليد 600” تم اعتراضها بنجاح في الفترة الأخيرة.
وقد أتاح هذا الحادث للمهندسين الروس فرصة تفكيك الطائرة ودراستها، مما قد يُساعدهم في الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة التي تحتوي عليها، والتي تُعد من أحدث إصدارات شركة “إيروفيرونمنت” وأكثرها تطورًا. ويُتوقع أن يتم استخدامها في تحسين الطائرة المسيرة الروسية “لانست-3″، المعروفة بطائرة “الكاميكازي”.
ورغم أن “سويتش بليد 600” مزودة بتقنيات متقدمة للتحكم عن بُعد، ونظام قيادة محمي، ونظام مستقل لتحديد الأهداف باستخدام التوقعات البصرية والأشعة تحت الحمراء، إلا أن سقوط الطائرة يُظهر قدرة أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية في تعطيل هذه الطائرات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُسقط فيها الروس طائرة من طراز “سويتش بليد 600″، حيث تم إسقاط طائرة مشابهة في يوليو من العام الماضي.
ما هي طائرة “سويتش بليد 600″؟
طائرة “سويتش بليد 600” هي طائرة مسيرة أمريكية الصنع مزودة بأجهزة استشعار وبصريات متقدمة تسمح بتتبع الأهداف والتعامل معها حتى دون الحاجة لخط رؤية مباشر. يمكن للطائرة الطيران لمدة 40 دقيقة ولمسافة تصل إلى 39 كيلومترًا، وتصل سرعتها إلى 112 كيلومترًا في الساعة، ويمكنها بلوغ سرعة 185 كيلومترًا في الساعة في الحالات الطارئة. كما تأتي الطائرة برأس حربي مضاد للدبابات، مما يجعلها قادرة على إحداث أضرار جسيمة في الأهداف المدرعة والأفراد.
وقد أثبتت طائرات “سويتش بليد 600” فعاليتها في مناطق النزاع مثل أوكرانيا وسوريا والعراق. وتؤكد هذه التطورات الجهود المستمرة للبنتاغون لتعزيز التفوق التكنولوجي للجيش الأمريكي، خصوصًا في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وفي السياق ذاته، أفاد موقع “آرمي ريكيغنشن” (Army Recognition) بأن أوكرانيا قادرة على تصنيع حوالي 4 ملايين طائرة مسيرة سنويًا، وتستعد لتصنيع طائرة “سويتش بليد 600” قريبًا.
ما هي طائرة “لانست-3″؟
طائرة “لانست-3” هي طائرة مسيرة هجومية روسية تُعرف باسم “طائرة كاميكازي”، تم تطويرها بواسطة شركة “زالا إيرو” (ZALA Aero) التابعة لشركة “كلاشينكوف”. تُستخدم “لانست-3” لتنفيذ مهام الاستطلاع والضربات الدقيقة ضد الأهداف في ساحات المعارك. وتُعد جزءًا من سلسلة طائرات “لانست”، التي تتميز بكونها طائرات مسيرة انتحارية موجهة لضرب الأهداف العسكرية بسرعة ودقة.
تتمتع “لانست-3” بقدرة على الطيران لمسافة تصل إلى 40 كيلومترًا لمدة 40 دقيقة، وتُحمل رأسًا حربيًا بوزن 3 كيلوغرامات. وتستفيد الطائرة من نظام ملاحة داخلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي أو يمكن توجيهها عن بُعد.
تُعتبر “لانست-3” جزءًا من استراتيجية روسيا لتعزيز استخدامها للطائرات المسيرة في الحروب الحديثة، خصوصًا في النزاعات غير المتكافئة حيث تكون القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة وسريعة أمرًا حاسمًا.