علماء يابانيون يعبرون عن قلقهم حيال تطور الذكاء الاصطناعي العام: تقرير جديد يشير إلى تحديات كبيرة

كشف الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، سام ألتمان، عن اقتراب الذكاء الاصطناعي العام (AGI) من التحقق، مع توقعات بصدوره هذا العام. ومع ذلك، عبر فريق مكون من مئات الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي عن قلقهم إزاء هذا التطور، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي العام يسير في الاتجاه الخاطئ، وفقًا لتقرير نشره موقع “غيزمودو”.
التقرير، الذي تم نشره بواسطة اللجنة الرئاسية لعام 2025 التابعة لجمعية تطوير الذكاء الاصطناعي “إيه إيه إيه آي” (AAAI)، يعتمد على 24 بحثًا علميًا في مجالات الذكاء الاصطناعي المختلفة، بدءًا من البنية التحتية وصولًا إلى التأثيرات الاجتماعية. وقد استخدم الفريق في تحليلاته “دورة الضجيج” الشهيرة من “غارتنر” (Gartner)، وهي نموذج يتكون من خمس مراحل يعبر عن تطور التقنيات الجديدة، بدءًا من الضجيج المبالغ فيه وصولًا إلى مرحلة النضج والاستقرار.
بحسب التقرير، فإن الضجيج المحيط بالذكاء الاصطناعي التوليدي بلغ ذروته في نوفمبر 2024 وبدأ في التراجع، حيث أشار 79% من المشاركين في استطلاع الرأي إلى وجود فجوة بين التصورات العامة حول قدرات الذكاء الاصطناعي وبين الواقع الفعلي للأبحاث. وأكد 90% منهم أن هذه الفجوة تعيق تقدم الأبحاث في هذا المجال، بينما اعتبر 74% أن البحث في الذكاء الاصطناعي مدفوع بالضجيج الإعلامي.
تحذيرات العلماء من “دورة الضجيج”
وفي هذا السياق، قال رودني بروكس، عالم الحاسوب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “نستخدم دورة الضجيج من غارتنر لأنها نموذج أثبت دقته في العديد من المجالات. وتصف تطور التقنيات من حالة من الضجيج المبالغ فيه إلى خيبة الأمل ثم النضج، وهو ما يتطلب منا توخي الحذر في التعامل مع التقنيات الجديدة وتوقع الأسوأ”.
يُذكر أن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) يشير إلى نوع من الذكاء الذي يعادل ذكاء البشر وقادر على تفسير المعلومات والتعلم منها. وتسعى العديد من الشركات لتطوير هذا النوع من الذكاء نظرًا لإمكاناته الكبيرة في تحسين الأتمتة والكفاءة في العديد من المجالات مثل النقل والتعليم والتكنولوجيا.
التحديات والآفاق المستقبلية للذكاء الاصطناعي العام
استطلاع شمل 475 باحثًا في مجال الذكاء الاصطناعي أظهر أن 76% منهم يعتقدون أن مجرد توسيع نطاق الأساليب الحالية للذكاء الاصطناعي لن يكون كافيًا لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام. وفي هذا السياق، دعا الباحثون إلى اتباع نهج حذر وتدريجي مع إعطاء الأولوية للسلامة والحوكمة الأخلاقية والابتكار المستدام، بدلاً من الانجراف وراء سباق تحقيق “إيه جي آي”.
وأشار التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي العام لا يزال بعيد المنال، حيث لم تتمكن أفضل نماذج اللغة الكبيرة (LLM) من الإجابة بشكل صحيح إلا على نصف الأسئلة في اختبار معياري لعام 2024. ومع ذلك، هناك إمكانيات كبيرة لتحسين هذه النماذج من خلال أساليب تدريب جديدة وتنظيم الذكاء الاصطناعي.
تحسين الموثوقية والتعاون بين الوكلاء
هنري كاوتز، عالم الحاسوب في جامعة فرجينيا ورئيس قسم الواقعية والثقة، أضاف في التقرير: “المرحلة التالية في تحسين الموثوقية ستكون استبدال وكلاء الذكاء الاصطناعي الفرديين بفرق متعاونة من الوكلاء الذين يتحققون باستمرار من صحة بعضهم البعض ويحافظون على المصداقية”.
مستقبل الذكاء الاصطناعي: المضي قدمًا رغم التحديات
ورغم التحذيرات والانتقادات التي تضمنها التقرير، يظل الذكاء الاصطناعي أحد المجالات الأكثر إثارة في العالم التكنولوجي، حيث يواصل الباحثون والمطورون تحسين طرق بناء ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي. التقرير يذكر أن الذكاء الاصطناعي لن يختفي أبدًا، بل سيواصل التقدم نحو مرحلة الاستخدام والإنتاجية، رغم الضجيج المحيط به.