تكنولوجيا

آبل.. الريادة مستمرة مع شريحة M4 وجهاز ماك بوك آير الجديد

لطالما شكّلت الابتكارات التقنية المحرك الأساسي لتميّز الشركات في سوق الأجهزة الإلكترونية، ولم تكن آبل يومًا بعيدة عن هذا السباق. فمنذ انطلاقتها، حافظت الشركة على موقعها الريادي بفضل قدرتها الاستثنائية على الدمج بين الأداء العالي والتصميم الأنيق، لترسّخ مكانتها كأيقونة في عالم الحواسيب المحمولة.

منذ إطلاقها الأول لجهاز “ماك بوك”، الذي أحدث نقلة نوعية بتصميمه المبتكر وكفاءته المذهلة، واصلت آبل العمل على تجاوز توقعات المستخدمين من خلال حلول تقنية متطورة.

لكن نقطة التحوّل الحقيقية جاءت مع شريحة M1 التي مثّلت طفرة في كفاءة استهلاك الطاقة والأداء الفائق، لتتفوق آبل بوضوح على معظم المنافسين. واليوم، تواصل الشركة هذا النهج مع إطلاق جهاز MacBook Air الجديد المدعوم بشريحة M4، التي لا تمثل مجرد تحديث تقني، بل تعكس نقلة نوعية في الأداء والتجربة الكاملة التي تقدمها آبل للمستخدمين.

MacBook Air M4.. أداء محسّن وتصميم مألوف

في مارس الماضي، كشفت آبل عبر موقعها الرسمي عن ماك بوك آير الجديد، مع تركيز واضح على تعزيز الأداء دون المساس بالتصميم الذي يحبه المستخدمون. الجهاز يأتي مدعوماً بشريحة Apple M4، الأحدث ضمن سلسلة شرائح M-Series، والتي غيّرت قواعد اللعبة منذ ظهور M1.

ما يميز شريحة M4 هو قدرتها على تقديم أداء أسرع مع استهلاك طاقة أقل، مع الحفاظ على تصميم الجهاز النحيف والخفيف. أما أبرز ما يلفت الانتباه فهو التوازن بين القوة وعمر البطارية، مما يجعل الجهاز خيارًا عمليًا ومتميزًا للاستخدام اليومي.

الجهاز متوفر بمقاسي شاشة: 13 و15 بوصة، بأسعار تبدأ من 999 دولارًا لطراز 13 بوصة، وهو أقل بـ 100 دولار من الجيل السابق.

هل تُعيد شريحة M4 آبل إلى صدارة المنافسة؟

رغم أن تصميم الجهاز لا يحتوي على مراوح، فإن الأداء لا يزال قويًا بفضل كفاءة M4، حيث تدوم البطارية حتى 15 ساعة من التشغيل، في تصميم نحيف وصامت.

مقارنةً بجهاز M3، قد تبدو التحسينات طفيفة للوهلة الأولى، إلا أن الواقع يثبت أن M4 تقدم نقلة نوعية، خصوصًا لمستخدمي أجهزة M1 أو تلك العاملة بمعالجات Intel. وتمنح هذه الشريحة للجهاز سرعة تنفيذ أعلى بكثير وكفاءة محسنة في استهلاك الطاقة.

تشبه شريحة M4 في دورها محركًا جديدًا في سيارة رياضية: أقوى، أسرع، وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود. إنها تعزز السرعة في تنفيذ المهام، دون التضحية بعمر البطارية، ما يتيح للمستخدمين إنجاز يوم كامل من العمل دون الحاجة لإعادة الشحن.

مواصفات تقنية محسّنة وتفاصيل تصميم أنيقة

جهاز MacBook Air الجديد مزود بوحدة معالجة مركزية (CPU) من 10 أنوية، ووحدة معالجة رسومية (GPU) من 8 أنوية في نسخة 13 بوصة، بينما يحتوي الطراز الأكبر (15 بوصة) على 10 أنوية للمعالجة المركزية و10 أنوية للرسوميات.

يبدأ الجهاز بذاكرة موحدة بسعة 16 غيغابايت وتخزين داخلي 256 غيغابايت، مما يضمن تجربة سلسة في الأداء، سواء في الاستخدام اليومي أو المهام المتعددة.

رغم الحفاظ على التصميم المعروف، يتميز الإصدار الجديد بلون أزرق معدني فاتح، يضفي لمسة من التفرّد، ويواكب ذوق المستخدم الباحث عن التميز.

رسوميات أفضل وتجربة ترفيه محسّنة

من حيث الرسوميات، يتفوق الجهاز على كثير من منافسيه مثل تلك المزودة بـ Snapdragon X Elite، مما يجعله مثاليًا لتحرير الصور والفيديو أو تشغيل الألعاب الخفيفة. ورغم غياب المراوح، يتمكن الجهاز من أداء المهام الثقيلة بكفاءة، مع تسخين بسيط في الاستخدام المكثف.

بطارية تدوم.. وكاميرا ذكية

اختبارات موقع CNET أظهرت أن الجهاز يستمر في تشغيل الفيديو لمدة 15 ساعة متواصلة، وهو رقم منافس في هذه الفئة. صحيح أن عمر البطارية قد يختلف باختلاف الاستخدام، إلا أنه يبقى كافيًا ليوم عمل كامل.

الكاميرا الأمامية أصبحت بدقة 12 ميغابكسل، مع دعم خاصية Center Stage التي تتابع حركة المستخدم وتحافظ على وجوده في مركز الإطار، وهي مثالية لمكالمات الفيديو. كما أضيفت خاصية Desk View التي تعرض صورة علوية لما أمام لوحة المفاتيح، مفيدة في الشرح والعروض التقديمية.

رغم هذه الميزات، لا تزال بعض الإضافات مفقودة مثل Face ID أو مستشعر القرب، والتي نأمل أن تقدمها آبل في الإصدارات القادمة.

تجربة متعددة الشاشات واتصال أقوى

من أبرز التحسينات في MacBook Air M4 هو دعم منفذي Thunderbolt 4، مما يتيح توصيل ما يصل إلى شاشتين خارجيتين بدقة 6K، إلى جانب الشاشة الداخلية Liquid Retina. هذا التحديث يعزز قدرات الجهاز في المهام المتعددة والعمل الإنتاجي، دون الحاجة إلى حلول إضافية.

الترقية.. هل تستحق؟

باختصار، MacBook Air M4 هو ترقية جديرة بالاهتمام، خاصة لمن يمتلك أجهزة أقدم أو يعمل في بيئة تحتاج إلى قوة أداء وكفاءة طاقة في آن واحد. فهو يجمع بين التصميم الأنيق، والأداء القوي، والعمر الطويل للبطارية، مع تحسينات ذكية تعزز تجربة المستخدم.

قد لا يكون انتقالًا ثوريًا من M3، لكنه بالتأكيد خطوة إلى الأمام في مسيرة آبل نحو مستقبل أكثر كفاءة وأناقة في عالم الحواسيب المحمولة.

زر الذهاب إلى الأعلى