حينما يقترب عيد الأضحى المبارك تلاحظ إهتماما زائدا لدى الناس بتجهيز متطلبات العيد في زمان تضاعفت الأسعار فيه حتى أضحت صاروخية .
صباح اليوم رصد موفد الموقع من قلب العاصمة الموريتانية زحمة في المرور غير مسبوقة فالسيارات تزحف كماتزحف السلاحف.
الممارسون لمهنة التاكسي فر حون لأن أسعار النقل تتضاعف تلقائيا والمتأثر بذالك هو المواطن الفقير المسكين الذي لاحول له ولاقوة .
ومع ذالك يصر الجميع على الذهاب إلى قلب المدينة عله يظفر بما يسعد به أبناءه الذين أبدوا قدرا من القلق والترقب خوفا من عدم توفير الملابس المناسبة لهم كي يرفلوا فيها ويسعدوا صحبة رفاقهم الذين تتفاوت ظروفهم تبعا لتباين ظروف أسرهم .
على العموم يبقى العيد محطة أولحظة فارقة يشعر مستقبلها بالكثير من السعادة ،ويستشعر المرء فيها مسيرته الناجحة أو العاثرة طيلة عمره .
فهو ذاكرة الزمن التي تلملم أسرار وأفراح وأتراح الإنسان ،ذالك الإنسان الذي خلق ليكون خليفة في الأرض ليسكنها ويعمرها بالخير والعمل الصالح مابقي من العمر شيئ.
يعيش المواطن الكثير من التحديات الإقتصادية والاجتماعية أثناء العيد بفعل العادات والتقاليد التي تفرض مسايرة المجتمع في إرادته وإن كانت خارج الواقع والممكن.
إن وضعية المواطن الموريتاني اليوم تتطلب من الدولة التفكير فيها وحلها بصورة جذرية وليست جزئية ،فأصحاب الشهادات العاطلين يجب توفير سوق للعمل يستوعبهم حتى نتغلب على الإنعكاسات السيئة للهجرة المتلاحقة التي يقوم بها شبابنا المتعلم إلى العالم الخارجي بحثا عن العمل أو الشغل رغم أن موريتانيا بلد غني لايحتاج سوى تسيير الموارد الوطنية بشكل صارم ومسؤول يراعي المصالح الوطنية ويضعها في الأولوية .
ولن نبتعد عن أجواء العيد حتى نتساءل عن فائدة رجال أعمالنا الذين لا يستثمرون في التعليم والصحة ،ولكنهم يستثمرون في شراء المنازل بإسبانيا وتركيا .
فلماذا لايتم استدعاء رجال الأعمال الموريتانيين ويطلب منهم المساهمة في تشغيل مئات الشباب العاطلين عن العمل مقابل التسهيلات الممنوحة لهم وتأمينهم واستثناؤهم من الرسوم الجمركية.
وفي المقابل وبمأننا دولة مسلمة يحق لنا أن نسأل وزارة الشؤون الإسلامية عما حققت من نشاء وتسيير صندوق الزكاة الذي يجب أن يكون هو الآخر رافعة تنموية كبيرة بفعل إستفادة الفقراء منه.
تابعنا وزير الشؤون الإسلامية عنما ة أعلن أن الوزارة أنشأت صندوقا للزكاة ومع ذالك لاتزال الزكاة متوقفة عن مستحقيها لأنها تعطى على الهواء والقرابات والولاءات .
وهذ التصرفات تخرج الزكاة من حكمتها ودورها في تعاضد المجتمع المسلم الذي حدد الإسلام من يحق لهم الاستفادة من ريع الزكاة .
فلو طبقت الزكاة بأسلوبها الجامع لما بقي في بلادنا فقير يحتاج التصدق عليه .
إن كل هذه الإختلالات في التسيير وغياب الرقابة الرسمية والشعبية هي التي أدت إلى الفوضى وعدم الإكتراث بالوطن الذي يستحق منا كل الحب والدفاع عن مصالحه فرادى و جماعات .
إن الحديث عن العيد بكل تجلياته استدعى منا أن نعرف على نقاط أخرى أساسية علها تساهم في التخفيف من الأعباء المستقبلية للعيد ،والمتمثلة في إقتناء أجمل الملابس والهدايا والبذخ الذي يصاحب الإحتفالات بأيام العيد بغض الطرف عن وضع مقاربة واقعية يسير المجتمع عليها وفق خطة واضحة المعالم .