أهمية المستوطنات في قطاع غزة لإسرائيل
بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005، منحت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اهتمامًا خاصًا للمنطقة المعروفة بـ “غلاف غزة”، وزيَّنتها بعشرات المستوطنات. يُعرف غلاف غزة بمناطق تمتد على مساحة تبلغ 40 كيلومترًا وتقع بين الضفة الغربية وقطاع غزة. تدير هذه المناطق ما تعرف بالمجالس الإقليمية التابعة للحكومة الإسرائيلية، ويصل عددها إلى ثلاث مجالس.
يشتمل مجلس أشكول على 32 مستوطنة ويمتد على مساحة 380 كيلومتر مربع، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن. أما مجلس أشكلون فيمتد على مساحة 175 كيلومتر مربع ويضم 4 مستوطنات يعيش فيها 17 ألف مستوطن. بالنسبة لمجلس شاعر هانيغف، يشمل 11 مستوطنة على مساحة 180 كيلومتر مربع ويضم أكثر من 7 آلاف مستوطن.
تمتثل استراتيجية إسرائيل في تعزيز سيطرتها على غلاف غزة لأغراض عسكرية واستراتيجية، حيث تعتبر هذه المنطقة عازلة على طول الحدود البرية مع القطاع، وتسعى إلى منع أي اتصال جغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية بهدف تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية.
إضافة إلى ذلك، تُستخدم إسرائيل هذه المنطقة لتغيير التوزيع الديمغرافي، حيث تُقدم حوافز وتشجيعات كبيرة لسكان المستوطنات، ومعظمهم من اليهود الشرقيين. تعتبر إسرائيل هؤلاء المستوطنين حاجزًا جغرافيًا وديمغرافيًا لتحقيق أهدافها في المنطقة.