تكنولوجيا

“أوبن إيه آي” تطلق أداة “ديب سيرش” للبحث العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة “أوبن إيه آي” عن إطلاق أداة ذكاء اصطناعي جديدة تحمل اسم “ديب سيرش” (Deep Search)، والتي تم تطويرها لإجراء عمليات بحث متقدمة ومتعددة الخطوات عبر الإنترنت لحل المهام المعقدة، وفقًا لوكالة رويترز.

تقنية متطورة للبحث وتحليل البيانات

تستند “ديب سيرش” إلى نسخة مخصصة من نموذج “أوبن إيه آي أو3” (OpenAI o3)، المصمم خصيصًا لتصفح الويب وتحليل البيانات. وأوضحت الشركة أنه عند إدخال استفسار في “شات جي بي تي”، يقوم النظام بتحليل المعلومات وتجميعها من مصادر متنوعة، بما في ذلك النصوص، الصور، وملفات PDF، لتقديم تقرير شامل وفقًا لمعايير البحث العلمي.

مصممة للباحثين والمحترفين

وفقًا لمدونة “أوبن إيه آي”، فإن هذه الأداة موجهة للأشخاص الذين يحتاجون إلى أبحاث معمقة وموثوقة في مجالات مثل العلوم، الهندسة، السياسة، والتمويل، كما يمكن أن تكون مفيدة للأفراد الذين يقومون بعمليات شراء تستلزم مقارنات دقيقة، مثل السيارات والأجهزة المنزلية والأثاث.

إتاحة تدريجية للمستخدمين

سيتم توفير “ديب سيرش” في البداية لمستخدمي “برو” (Pro) مع حد أقصى يبلغ 100 استفسار شهريًا، ثم ستصبح متاحة لمستخدمي “بلس” (Plus) و**”تيم” (Team)** خلال شهر تقريبًا، وبعد ذلك لمستخدمي “إنتربرايس” (Enterprise).

طريقة الاستخدام والميزات

للاستفادة من الأداة، يمكن للمستخدم اختيار “ديب سيرش” من مربع الرسائل، ثم إدخال استفساره، مع إمكانية إرفاق ملفات أو جداول بيانات. تستغرق عملية البحث العميق ما بين 5 إلى 30 دقيقة، وسيتم إرسال إشعار عند اكتمال البحث، إلى جانب عرض شريط جانبي يحتوي على ملخص للخطوات المتبعة والمصادر المستخدمة.

حاليًا، تقتصر التجربة على إصدار الويب، على أن يتم إطلاقها لتطبيقات الهواتف المحمولة وسطح المكتب في وقت لاحق من الشهر.

ما مدى دقة “ديب سيرش”؟

أكدت “أوبن إيه آي” أن “ديب سيرش” يمكنها تنفيذ مهام تتطلب ساعات من البحث اليدوي في غضون 10 دقائق فقط. ومع ذلك، لا تزال الأداة في مراحلها الأولى، وقد تواجه تحديات مثل التمييز بين المعلومات الموثوقة والإشاعات، كما أنها تعاني حاليًا من ضعف في معايرة مستوى الثقة، مما قد يؤدي إلى بعض الأخطاء في تحليل المعلومات.

ورغم ذلك، تضمن الشركة أن جميع نتائج “ديب سيرش” في “شات جي بي تي” ستكون موثقة بالكامل بالمصادر الأصلية، مما يسهل التحقق من دقة المعلومات مقارنة بأدوات البحث التقليدية. لكن لم تؤكد الشركة ما إذا كانت هذه الإجراءات كافية لمكافحة الأخطاء المحتملة في الذكاء الاصطناعي، خاصة مع استمرار التحديات التي تواجهها تقنيات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي غالبًا ما تقدم نتائج غير دقيقة.

تعزيز الدقة من خلال نموذج “أو3” (o3)

لتعزيز كفاءة البحث، تستخدم “أوبن إيه آي” نسخة خاصة من نموذج “أو3” (o3)، تم تدريبه باستخدام التعلم المعزز على مهام واقعية تتطلب تصفح الإنترنت واستخدام لغة بايثون (Python).

وقد خضعت “ديب سيرش” لاختبار “هيومنتيس لاست إكزام” (Humanity’s Last Exam)، وهو اختبار يضم أكثر من 3000 سؤال بمستوى خبير عبر مختلف المجالات الأكاديمية. وحقق نموذج “أو3” المستخدم في “ديب سيرش” دقة بنسبة 26.6%، وهي نسبة متقدمة مقارنة بنتائج:

  • “جيميناي ثينكينغ” (Gemini Thinking) بنسبة 6.2%
  • “غروك-2” (Grok-2) بنسبة 3.8%
  • “جي بي تي-4 أو” (GPT-4o) بنسبة 3.3%

هل ستكون “ديب سيرش” بديلاً موثوقًا لمحركات البحث؟

رغم أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تزال تعاني من أخطاء تحليل البيانات، إلا أن “ديب سيرش” قد تكون خيارًا جذابًا للأشخاص الذين يبحثون عن نتائج موثقة بالمصادر بدلًا من ملخصات غير موثوقة. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل سيتعامل المستخدمون مع نتائج البحث بتحليل نقدي، أم سيستخدمونها كما هي دون التحقق منها؟

زر الذهاب إلى الأعلى