ثقافة

إدراج جزيرة جربة التونسية في قائمة التراث العالمي

أعلنت وزارة الثقافة التونسية أمس أن جزيرة جربة قد تمت إضافتها إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”. وتكون بذلك جزيرة جربة هي التاسعة في القائمة، حيث تمتلك تونس بالفعل ثمانية مواقع أخرى تم تصنيفها كتراث عالمي.

وجاء في البيان الصادر عن وزارة الثقافة أن “جزيرة جربة تمت إضافتها إلى القائمة خلال الدورة الـ 45 الموسعة للجنة التراث العالمي التي انعقدت في المملكة العربية السعودية واستمرت حتى 25 سبتمبر 2023 بمشاركة وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط”.

وبالإضافة إلى جزيرة جربة، تمتلك تونس مجموعة متنوعة من المواقع التي تم تصنيفها كتراث عالمي، بما في ذلك المدرج الروماني بالجم والموقع الأثري بقرطاج ومدن تونس العتيقة وسوسة والقيروان وكركوان البونية بالإضافة إلى موقع دقة الأثري.

جزيرة جربة المعروفة أيضًا بـ “جزيرة الأحلام” هي وجهة سياحية رائعة في تونس، تتميز بجمال طبيعتها ومناخها الممتاز، وتمتد على أكثر من 100 كيلومتر من الساحل. تقع الجزيرة جنوب شرقي تونس وتبعد نحو 150 كيلومترًا عن الحدود مع ليبيا، وتحتضن العديد من القلاع والأبراج التاريخية التي استُخدمت للدفاع عنها عبر التاريخ، بما في ذلك برج الغازي مصطفى الكبير الذي تم بناؤه قبل نحو 6 قرون. الجزيرة تحتفظ أيضًا بمتحف “قلالة” الذي يعرض الفنون التقليدية والصناعات اليدوية والعادات الشعبية والكنوز التراثية للمنطقة.

جزيرة التعايش

أعلنت وزارة الثقافة التونسية أمس أن جزيرة جربة قد تمت إضافتها إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”. وبذلك تصبح جربة التاسعة في القائمة، حيث تمتلك تونس بالفعل ثمانية مواقع أخرى تم تصنيفها كتراث عالمي.

وتُعرف جربة أيضًا باسم “جزيرة المساجد” نظرًا لاحتوائها على 366 مسجدًا، معظمها بسيطة وصغيرة في المساحة.

بالإضافة إلى شهرتها بالمساجد، تشتهر جزيرة جربة بـ “كنيس الغريبة”، وهو المعبد اليهودي الأكبر والأقدم في أفريقيا، حيث يعود تاريخه لحوالي 2600 سنة. يقوم يهود من مختلف أنحاء العالم بزيارته كل عام لأداء طقوس “زيارة الغريبة” أو ما يعرف بـ “حج اليهود”.

وتروي الروايات التاريخية أن يهودية وصلت إلى جربة واستقرت بها، وتميزت هذه المرأة بكراماتها وأقيم لها هذا المعبد بعد وفاتها، وسُمي الكنيس “الغريبة” نسبةً إليها.

يتألف الكنيس من بنايتين؛ الأولى مخصصة للعبادة وتتميز بالألوان الأبيض والأزرق، وتحتوي على بيت للصلاة حيث يتم أداء أهم طقوس حج الغريبة. أما البناية الثانية، فتستخدم لإقامة الاحتفالات بالأهازيج والموسيقى التونسية وتوزيع الأكلات المحلية خلال زيارة اليهود.

خلال يومين، يؤدّي اليهود طقوس حجهم، ومن بينها “الخروج بالمنارة”، وهو خروج جماعي لليهود من المعبد حيث يجرون عربة مزينة تحمل منارة (مصباح تقليدي كبير) ويطوفون في الحي المجاور للمعبد، ويقرؤون كتبهم المقدسة ويشدون بالأهازيج والأناشيد. يُجرى أيضًا احتفالات بالموسيقى التونسية التقليدية تجمع أثناءها التبرّعات لصالح المعبد.

جربة تتميز بالتنوع في الديانات والعرق، وحتى في المذاهب الإسلامية، حيث إن المذهب الإباضي هو الأكثر انتشارًا في الجزيرة، على الرغم من أن معظم سكان تونس ينتمون إلى المذهب المالكي. تعود هذه التعايشات إلى عوامل عدة منها الجغرافيا والتأثيرات التاريخية الغنية للجزيرة التي شهدت مرور العديد من الحضارات على مر العصور من الإغريق إلى الرومان إلى الفتح الإسلامي إلى الغزو الإسباني. تم دخول الإسلام إلى جربة سنة 47 هجرية على يد الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري.

تتميز جزيرة جربة بمساجد مميزة تمتد تحت سطح الأرض، وتضم أيضًا عدة أبراج بارزة، منها برج “الغازي مصطفى” الذي يعود إلى عام 1560. وقد قام الرومان أيضًا بشق طريق بحري يربط هذه الجزيرة بمدينة جرجيس.

زر الذهاب إلى الأعلى