اقتصاد

إقراض المال للأصدقاء والعائلة: تحديات عاطفية ومالية ينبغي مراعاتها

عندما يتعلق الأمر بإقراض المال للأصدقاء أو أفراد العائلة، يواجه الشخص مجموعة من التحديات العاطفية والمالية التي قد تكون معقدة وغير متوقعة. رغم أن الإقراض للأحباء غالبًا ما يكون مدفوعًا بالتعاطف والرغبة في المساعدة، إلا أن هذه الأفعال قد تؤدي إلى تحديات ومضاعفات تؤثر سلبًا على العلاقات.

تناولت الكاتبة في مجلة “فوربس”، سيسيلي جونز، هذا الموضوع بالتفصيل من خلال استعراض تجربتها مع زوجين اقترضا مبلغًا كبيرًا من والديهما لشراء منزل.

التأثير العاطفي للإقراض

غالبًا ما يتم التقليل من شأن التأثير العاطفي لإقراض المال. تروي جونز قصة زوجين ذوي دخل مرتفع اقترضا المال من والديهما، ولكنهم لم يلتزموا بسداد المبلغ كما تم الاتفاق عليه، مما يعكس عدم احترام للشروط الأصلية للاتفاق.

توضح جونز أن هذا النوع من المواقف يمكن أن يؤدي إلى اختلال في التوازن بين الأطراف، مما يتسبب في توتر وفقدان الثقة والحميمية بين الأحباء. كما قد يشعر المُقرض بأنه يحق له التدخل في القرارات المالية للمقترض، مما قد يؤدي إلى نشوء خلافات أو عزلة.

تشير جونز إلى أن الضرر العاطفي الناتج عن هذه المواقف قد يكون أشد من الخسارة المالية نفسها، مما يستدعي التفكير مليًا في تأثير هذا القرار على العلاقة قبل تقديم أي التزام مالي.

الاعتبارات المالية

من الناحية المالية، يمكن أن يكون للإقراض للأحباء آثار كبيرة. بالنسبة للأشخاص غير الأثرياء، غالبًا ما يكون استرداد القرض أمرًا حيويًا لأمنهم المالي وتخطيطهم المستقبلي. تؤكد جونز على أهمية تقييم قدرة المقترض على سداد القرض، خصوصًا إذا كان قد تم رفضه من قِبل البنوك بسبب تاريخه الائتماني السيئ.

كما تبرز الكاتبة “تكلفة الفرصة البديلة” التي يجب مراعاتها، حيث قد يكون من الممكن استثمار الأموال المقرضة في مكان آخر وتحقيق عوائد مالية كبيرة. فعلى سبيل المثال، إذا تم استثمار مبلغ 100 ألف دولار بعائد سنوي 10% لمدة خمس سنوات، لكان قد نما إلى حوالي 161,051 دولارًا. تُعد هذه الخسارة المحتملة للعائد جانبًا بالغ الأهمية وغالبًا ما يتم تجاهله عند اتخاذ قرار الإقراض.

البدائل المتاحة

إذا كان إقراض المال يبدو كخطر أو يحمل توترًا عاطفيًا، تقترح جونز استكشاف بدائل أخرى. ومن الخيارات الممكنة:

  • تقديم هدية بدلاً من قرض: حيث يلغي ذلك التوتر المرتبط بالسداد وقد يكون أكثر بساطة للطرفين.
  • الاشتراك في القرض: يمكن أن يزيد هذا الخيار من فرص المقترض في الحصول على قرض من البنك دون الحاجة إلى إقراض الأموال مباشرة، رغم أن هذا الخيار يحمل بعض المخاطر في حال تعثر المقترض في السداد.

توثيق الاتفاق

إذا قررت المضي قدمًا في إقراض المال، تؤكد الكاتبة على أهمية توثيق الاتفاق وتحديد الشروط وجدول السداد كتابةً قبل تحويل أي مبلغ، وذلك لتقليل فرص سوء الفهم أو النزاعات في المستقبل.

في الختام، يجب أن يكون قرار إقراض المال للأحباء مدروسًا بعناية، مع ضرورة مراعاة العواقب العاطفية والمالية بدقة. من خلال اتباع النصائح وتوثيق الاتفاقيات واستشارة محترف، يمكن حماية المصالح المالية وضمان عدم تحول عملية الإقراض إلى مشكلة غير متوقعة تؤثر سلبًا على العلاقات والمال.

زر الذهاب إلى الأعلى