إلى أي مصير نحن صائرون
الكل يعرف ما اكتنف ميلاد موريتانيا من عسر كأي مولودخداج يولد من رحم هزلت بفعل سوء التغذية وما يصاحبه من أمراض نتج عنها انتقاص فى الاعضاء النبيلة كالشعب والاقليم .
بالنسبة للشعب ظل يعرف الزيادات غير المحسوبة والغير متحكم فيها و نظرا لوجود نسيج اجتماعي من عدة اثنيات فاضحي الزنجي من الفلان أو التكرور أو الولوف أو السوننكي أو البنبارة لا يفصله عن الجنسية الا عبور النهر أو دخول إحدي المدن المجاورة للشقيقة مالي ’وكذلك العربي سواء اسمر أو أحمر .
وبالنسبة للاقليم’ظل القضم ينال من أطرافه فذهب اندر والنواره وانبورو كما تم قضمه من الشمال كالساقية الحمراء ووادي الذهب.
وعلي الرغم من كل ذلك ظل أمل إنشاءدولة حلم جيل الاستقلال’فلم يثنيهم عدم بنية تحتية ولا نقص الأطر البشرية مما. ارغمهم علي استقدام مسيرين إداريين أجانب رأوا فى تأسيس العاصمة فى فراغ. بشري فرصة لإشاعة الرشوة والكذب حيث الصفتان اللتان لازمتا إدارتنا إلي يوم. الناس هذا.
لكن. عزائم. جيل الاستقلال المشروط ظلت صلبة وخلقت علاقات مع الدوائر ذات الأولوية فأصبحنا عضوا فى الاتحاد. الافريقي وفى الجامعة العربية وانشأنا علاقات مع بعض دول جنوب المتوسط كالصين والاتحاد السوفياتي إلي أن استطعنا تأميم شركة الحديد وصكت العملة الوطنية وقطعنا خطوة علي طريق مرتنة المدرسة لكن فرنسا وبعض من لم يقبلوا. انشاء دولة علي هذه الأرض خلقوا مشكلة مع الجار الشمالي فدخلنا حربا لم نكن نمتلك وسائلها فكان من نتائجها السلبية أن أعطت فرصة لضباط شباب قصيرى النظر لينقلبوا علي النظام بدوافع أقواها جهويا ’مما فتح بابا من الصراعات والانقلابات وان كان بعضها صامت فراح التعليم كما التنمية ضحية عدم التخطيط والتخبط إلي أن رست سفينة تلك الانقلابات بتدخل فرنسي علي ضابط من جهة لم تكن ضمن الصراع الداخلي وبدأت تجربة جديدة شبه ديموقراطية أوحت بها جهات غربية لم يكن لدينا من النضج الكافي لاستغلالها احسن استغلال فلجأ التحالف العسكري الرأسمالي الي القوي التقليدية للفوز بالأصوات فدخل الفساد. من أوسع الابواب وارتفعت المديونية التي لم يكن المعول فيها علي محوها سوي التعامل مع آل صهيون’ وكخطوة أيضا لسد الباب أمام بعض المشاكل ذات البعدالعنصري’والتي لعب الجار دورا فى تاجيجها .
ولم تكن اسرائيل بمنأي عنها أيضا ’ظلت المحاولات الانقلابية حاضرة وبنفس دوافع اول انقلاب ناجح إلي أن أدرك أهل الجهة المسيطرة علي الحكم أنه لم يعد من السهل بقاء الرئيس ازاحوه .
لكنهم. لم يمتلكوا الحصافة التي تمكنهم من استكناه شخصية بعض من اندغم ضمنهم مما جعلهم يفقدون المكسب. والآن. يمر البلد الرخوبمحطات تنذر بالخوف الشديد علي مستقبله فقدأحكم القطط السمان سيطرتهم علي البلد واستشرى الفساد بصنوفه الأربع فمنحت الامتيازات لفئة قليلة عرفت بالفساد فتم تدويرها لتدرب عليه من ستأتي بهم المحسوبية والمحاباة فأخذ رجال الأعمال الفاسدين يمعنون فى افقار الشعب وغدت الأمور تسير بطريقة اعتباطية ودون تمحيص،فالتسيير التقني للمشاريع يتم عن طريق الهاتف دون الاستناد للمعايير والمقاييس المهنية فصياغة دفاتر الشروط تتم علي مقاس رجال الأعمال الفاسدين ليتم. اقصاء المتعاملين. الحقيقيين والذين لا يتعاملون مع العصابة وأصبح مجال العقار من أكبر المجالات فسادا فلا تفريغ بين الأراضي الزراعية وغيرها فمئات الهكتارات تمنح بالمحاباة وبالمجان كما تمنح رخص الصيد فافلس أو قريب من ذلك. قطاع. الصيد .
أما الوظائف والتعيين. فى المناصب فتشهد استهتار ا لم يسبق له مثيل فافرغت الكفاءة من معانيها الي جانب توريث الوظائف فرغم البطالة وهجرة الشباب حملة الشهادات تجد الأسرة يعين كل أفرادها دون أن يحوزوا شهادة الإعدادية واكبرهم دبلوما يحمل دبلوم الدراسات الجامعية العامة ويوصف بالاداري فى التعيين.
فأغلب الحكام والحكام المساعدون هم إما عمال دعم أو سائقين أو أو أو’ يلقبون باداريين عقدويين فى تمييع صارخ ومتعمد للكفاءات’وايضا وسيلة لإبعاد النشء عن السعي فى التفوق والتعلم ’فالولد عندما يسمع ويري فى الإعلام وصف والده السائق أو حارس المدرسة بالاداري فلن يكلف نفسه الذهاب الي المدرسة والمراجعة ويتنتقل العدوي لذلك الذي لم يستطع والده إقامة علاقة مع نافذ أو وسيط. فاحشة أو جنرال .
أختتم بالقول إن الفساد والمحسوبية والقبلية أمور ليست جديدة منذ نشأ هذا الكيان المسمي بدولة موريتانيا لكن عرفت السنوات الأخيرة أنواعا لم يسبق أن عرفت وان لم تحطنا عناية من الله فإن مصير بلدنا الي زوال.
الكاتب :حمادي آباتي