إيكونوميست: معركة شرسة تلوح في جنوب غزة بعد انتهاء الهدنة
“الإيكونوميست”: تتوقع مجلة “الإيكونوميست” البريطانية مرحلة جديدة من القتال في جنوب قطاع غزة، مع نهاية فترة الهدنة، وتعدها بأن تكون أكثر صعوبة وإثارة للجدل. وترى المجلة أن اللحظات الحالية، التي اجتمع فيها عدد من الإسرائيليين مع عائلاتهم بعد أسابيع من المعاناة، تعد نادرة، وأن التوقف القصير للحرب في غزة قد فتح الفرصة أمام الفلسطينيين للخروج من ملاجئهم والبحث عن الحاجات الأساسية.
ومع ذلك، تشير المجلة إلى أن هذه اللحظات قد تكون مؤقتة، حيث كان من المقرر أن تنتهي الهدنة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، مع تبادل 50 رهينة إسرائيلية محتجزين في غزة مقابل 150 سجينًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية. وتؤكد المجلة أن القتال القادم قد يكون أشد من السابق.
وتتوقع “الإيكونوميست” أن تستمر القوات الإسرائيلية في تمشيط الأنقاض في شمال غزة في الجولة المقبلة من القتال، بحثًا عن مداخل الأنفاق وراجمات الصواريخ ومواقع عسكرية أخرى، مشيرة إلى استمرار تصاعد التوتر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتحذير من عدم احتمالية إبرام صفقة كبيرة في ظل الظروف الحالية.”
الانتقال إلى منطقة إنسانية
أشارت التقارير إلى تجدّر قلق المسؤولين الإسرائيليين بشأن السيناريو المحتمل في جنوب قطاع غزة، حيث يعتبرون أن الإرسال السريع لوحدات مدرعة لاستعادة السيطرة يشكل تحدٍ بالنظر إلى الكثافة السكانية ووجود النازحين. وفي ضوء هذا، يرجح أن يتّخذوا نهجًا تدريجيًا، يعني التوغل في مناطق محددة بشكل فردي، مثل انطلاقهم من مدينة خان يونس وسط القطاع. يراوحون فكرة إجبار سكان غزة على الانتقال إلى “منطقة إنسانية” قريبة من الساحل.
ويرى البعض أن هذا السيناريو يحمل مخاطر جسيمة، حيث يجبر المدنيين على اتخاذ قرارات صعبة بين التجمع على شريط الشاطئ القاحل أو اللجوء إلى منازلهم أو مأوى مؤقت، مما يمكن أن يتسبب في نتائج كارثية. إضافةً إلى ذلك، يظهر أن القتال في مناطق مكتظة بالسكان دون حماية ثقيلة يشكل تحدٍ خطير للقوات الإسرائيلية.
وتشير التقارير إلى قلق الولايات المتحدة، حيث لا يشجع الرئيس الأمريكي جو بايدن صراحةً على وقف إطلاق النار، إلا أن فريقه يظهر قلقًا إزاء خطط إسرائيل للتصعيد في الجنوب. تسعى الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل للتراجع، خاصةً في ظل عدم وجود خطة واضحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل غزة بعد النزاع.
ختمت التقارير بتحذير من أن ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل قد يحمل بشكل غير مباشر تجنيب سكان غزة، الذين يبلغون 2.2 مليون نسمة، جولة جديدة من العنف والتشريد. ومع ذلك، يمكن أن يترك هذا الضغط السكان في موقف محفوف بالمخاطر، يعيشون في جيب مكتظ بالبؤس يتجاوز حتى الظروف التي كانوا يواجهونها من قبل.