ابتكار جديد يتيح تحويل إشارات الدماغ إلى كلام بدقة 97%
كشف باحثون في مركز جامعة كاليفورنيا في ديفيس عن تطوير واجهة متقدمة للربط بين الدماغ والحاسوب، قادرة على تحويل إشارات الدماغ إلى كلام بدقة تصل إلى 97%. تمثل هذه التكنولوجيا الجديدة بارقة أمل للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية تمنعهم من التحدث.
أجرى الباحثون دراسة نُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية في 14 أغسطس/آب، حيث قاموا بزرع أجهزة استشعار في دماغ رجل يعاني من ضعف شديد في النطق بسبب التصلب الجانبي الضموري. بعد تفعيل النظام، تمكن الرجل من التعبير عن كلامه خلال دقائق.
التصلب الجانبي الضموري، المعروف أيضًا بمرض لو جيريج، يؤثر على الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة في الجسم، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على الوقوف والمشي واستخدام اليدين، وكذلك التحكم في العضلات المسؤولة عن الكلام.
تتيح هذه التكنولوجيا الجديدة للأشخاص غير القادرين على التحدث بسبب الشلل أو الحالات العصبية مثل التصلب الجانبي الضموري التواصل بشكل فعال. تقوم الواجهة بتحويل إشارات الدماغ إلى نصوص يتم نطقها بواسطة الحاسوب.
علق ديفيد براندمان، جراح الأعصاب في جامعة كاليفورنيا وأحد الباحثين الرئيسيين، قائلاً: “تقنيتنا تُمكن الأفراد الذين يعانون من الشلل من التواصل مع من حولهم، وتُعد هذه الدراسة من الأكثر دقة في مجال ترجمة الكلام”.
تعمل الواجهة عن طريق تحويل النشاط الكهربائي في الدماغ إلى نصوص تُعرض على الشاشة، ثم يُقرأ النص بصوت عالٍ بواسطة الحاسوب. في تجربة مع كيسي هاريل، رجل يبلغ من العمر 45 عامًا يعاني من التصلب الجانبي الضموري، أظهر النظام دقة عالية في تحويل إشارات الدماغ إلى كلمات واضحة.
تمت تجربة النظام على مدار جلسات متعددة، حيث أظهرت النتائج تحسينًا ملحوظًا في الدقة مع توسع حجم المفردات المستخدمة، مما يُعد تقدمًا كبيرًا مقارنةً بالأنظمة السابقة التي عانت من أخطاء متكررة.
قال سيرجي ستافيسكي، عالم أعصاب وأستاذ مساعد، “عندما جربنا النظام لأول مرة، كان هناك تفاعل عاطفي كبير، حيث بكى الجميع من الفرح لرؤية الكلمات تظهر بدقة”. ويأمل الباحثون أن تساعد هذه التقنية في تحسين جودة حياة المرضى وتمكينهم من التواصل بفعالية مع عائلاتهم وأصدقائهم.