صحة

ابتكار علمي واعد: زرع خلايا جزر لانغرهانس مع خلايا الأوعية الدموية لعلاج السكري من النوع الأول

تمكن باحثون من كلية الطب في وايل كورنيل بالولايات المتحدة من تطوير تقنية جديدة لزرع خلايا جزر لانغرهانس بالتزامن مع خلايا الأوعية الدموية، ما يُظهر إمكانات واعدة لعلاج مرض السكري من النوع الأول.

وأظهرت دراسة ما قبل السريرية التي قادها باحثون من الكلية أن إضافة خلايا بشرية معدلة وراثيًا مكونة للأوعية الدموية إلى خلايا الجزر يعزز من بقائها ويعكس مرض السكري. قد يسهم هذا النهج الجديد، الذي لا يزال بحاجة إلى مزيد من التطوير والاختبار، في توسيع استخدام زراعة خلايا الجزر كعلاج لهذا المرض.

جزر لانغرهانس هي مجموعات من الخلايا المنتجة للإنسولين الموجودة في البنكرياس، وتتشابك مع الأوعية الدموية الصغيرة المتخصصة. وفي مرض السكري من النوع الأول، تُدمر الخلايا المنتجة للإنسولين بفعل استجابة مناعية ذاتية، وهو مرض يصيب نحو تسعة ملايين شخص عالميًا. على الرغم من أن زراعة الجزر تمثل خيارًا واعدًا، إلا أن الأسلوب المعتمد حاليًا من إدارة الغذاء والدواء الأميركية يواجه بعض القيود.

وفي دراسة نشرت في 29 يناير/كانون الثاني بمجلة ساينس أدفانسيس، أظهر الباحثون أن الخلايا المكونة للأوعية الدموية التي طوروها، والمعروفة باسم “الخلايا البطانية الوعائية المعاد برمجتها” (R-VECs)، توفر دعمًا قويًا لخلايا الجزر، مما يساهم في بقائها وعكس مرض السكري عند زرعها تحت جلد الفئران.

وقال الباحث الدكتور جي لي: “يضع هذا العمل الأساس لزرع الجزر تحت الجلد كعلاج آمن ودائم نسبيًا لمرض السكري من النوع الأول.”

الطريقة المعتمدة حاليًا لزرع الجزر تشمل حقنها في أوردة الكبد، وهي عملية جراحية تتطلب أدوية مثبطة للمناعة لمنع رفض الجزر. ومع ذلك، تكون هذه العملية غير فعالة غالبًا بعد بضع سنوات، بسبب نقص الخلايا الداعمة المناسبة. لذا، يسعى الباحثون إلى زرع الجزر في موقع أكثر تحكمًا وسهولة في الوصول إليه مثل تحت الجلد، مع الأمل في التغلب على مشكلة الرفض المناعي باستخدام خلايا الجزر والخلايا البطانية المشتقة من المرضى أنفسهم.

وفي دراستهم الجديدة، أظهر الباحثون إمكانية نجاح زراعة الجزر تحت الجلد باستخدام خلايا R-VEC كدعم أساسي. وأوضح الباحث الدكتور شاهين رافي أن “الخلايا البطانية المزروعة في الأنسجة تحت الجلد للفئران تتصل فورًا بدورة الدم، مما يوفر التغذية والأكسجين ويعزز بقاء خلايا الجزر.”

وأضاف الدكتور ديفيد ريدموند: “من المدهش أننا وجدنا أن خلايا R-VEC تتكيف مع الجزر وتدعمها عبر شبكة غنية من الأوعية الدموية الجديدة.”

وقد أظهرت معظم الفئران المصابة بالسكري، التي زرعت بها خلايا الجزر مع خلايا R-VEC، تحسنًا ملحوظًا في السيطرة على مستوى السكر في الدم حتى بعد 20 أسبوعًا، وهو ما يشير إلى إمكانات استخدام الجزر المزروعة بشكل دائم. بالمقابل، كانت الفئران التي تلقت خلايا الجزر فقط دون خلايا R-VEC أقل نجاحًا.

زر الذهاب إلى الأعلى