اتفاق جديد يسمح للقوات الأميركية بالانتشار حول قناة بنما: تنازل كبير دون إقامة قواعد عسكرية

أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الولايات المتحدة على وشك الحصول على إذن لنشر قواتها بالقرب من قناة بنما بموجب اتفاق ثنائي، وهو ما يُعد “تنازلاً كبيراً حصلت عليه واشنطن”، رغم أنه لا يسمح لها بإقامة قواعد عسكرية دائمة.
وبحسب الاتفاق الذي وقعته كل من الولايات المتحدة وبنما هذا الأسبوع، والذي تم التوقيع عليه من قبل وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الذي زار بنما مؤخراً، ونظيره البنمي فرانك أبريغو، سيتمكن الجيش الأميركي والشركات العسكرية الخاصة المتعاقدة مع الولايات المتحدة من استخدام بعض المواقع والمنشآت المخصصة للتدريبات والأنشطة الإنسانية.
ويستمر الاتفاق لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، ويشمل أن المنشآت ستكون مملوكة من قبل الدولة البنمية وستكون مخصصة “للاستخدام المشترك” من قبل القوات العسكرية للبلدين. وقد اطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على تفاصيل هذا الاتفاق يوم الخميس.
ورغم أن الولايات المتحدة تشارك في تدريبات عسكرية في بنما منذ فترة طويلة، فإن وجود قوات أميركية دائمة قد يشكل عبئًا سياسيًا على الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، وفقًا لما يراه بعض الخبراء السياسيين. وقد أكد مولينو، الذي كان في زيارة إلى بيرو الخميس، أن الولايات المتحدة طلبت إعادة إنشاء قواعد عسكرية على الأراضي البنمية و”التنازل عن أراض”، وهو ما رفضه بشكل قاطع. وأضاف أنه رد على وزير الدفاع الأميركي بالقول “هل تريدون الفوضى، وإشعال النار في البلاد؟”، مؤكدًا أن “هذه القناة بنمية وستبقى كذلك”.
وفي مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء، أشار هيغسيث إلى أن التدريبات العسكرية المشتركة تشكل “فرصة لإعادة إطلاق قاعدة عسكرية”، بينما أكد نظيره البنمي أنه “لا يمكننا قبول قواعد عسكرية أو مواقع دفاعية”.
وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قد تعهد في وقت سابق بـ”استعادة” قناة بنما من النفوذ الصيني، حيث تُعتبر القناة من أهم الممرات المائية في العالم، ويعبر عبرها أكثر من 40% من حركة الشحن الأميركية سنويًا، مما يعادل نحو 270 مليار دولار.
بينما تحدث هيغسيث عن ضرورة إزالة النفوذ الصيني، استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصطلحات أكثر عمومية ولم يُستبعد احتمال التدخل العسكري، وفقًا للتقارير الصحفية.
ويُعد وجود القوات الأميركية في بنما مسألة حساسة للغاية، إذ يُذكّر بالفترة التي كانت فيها الولايات المتحدة تمتلك قواعد عسكرية في بنما قبل تسليم القناة للبنميين في عام 1999.