اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل: ردود فعل متباينة ومواقف ميدانية متصاعدة
تواصلت ردود الفعل على اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل بعد يوم من دخوله حيز التنفيذ. ومع عودة آلاف النازحين اللبنانيين إلى قراهم ومناطقهم، يكثف الجيش اللبناني جهوده لتعزيز انتشاره في الجنوب وفقًا لما نص عليه الاتفاق.
وفي هذا السياق، وصف قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في رسالة وجهها إلى الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، اتفاق وقف إطلاق النار بأنه “هزيمة إستراتيجية للكيان الصهيوني”. واعتبر سلامي أن حزب الله تمكن من تحقيق انتصار فرض بموجبه وقف إطلاق النار، مضيفًا أن قبول إسرائيل للاتفاق رغم استهداف حزب الله لمواقع إستراتيجية يعد درسًا لداعميها. وأشار إلى إمكانية أن يشكل الاتفاق مقدمة لإنهاء الحرب في غزة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن حزب الله نجح في “تحطيم أسطورة إسرائيل التي لا تُقهر”، داعيًا إسرائيل إلى الإقرار بالهزيمة في غزة أيضًا. وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم الدعم الأميركي، اضطر للقبول بوقف إطلاق النار بسبب خسائره الفادحة في جنوب لبنان.
الموقف الأميركي والدولي
صرّح المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين أن فريقًا أميركيًا لمراقبة تنفيذ الاتفاق قد يصل إلى المنطقة قريبًا، مشددًا على أن آلية المراقبة تشمل جميع الأطراف وستُعالج أي انتهاكات فورًا. وأوضح أن لجنة المراقبة التي تقودها الولايات المتحدة تضم فرنسا وقوات الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، إضافة إلى لبنان وإسرائيل.
وينص الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء على تقليص الوجود المسلح جنوب نهر الليطاني ليقتصر على الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، دون انسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من المناطق التي توغلت فيها، حيث تمتد مهلة الانسحاب إلى 60 يومًا لتمكين الجيش اللبناني من الاستعداد للانتشار.
وأكد هوكشتاين أن الولايات المتحدة ستعمل مع المجتمع الدولي لإعادة إعمار لبنان وتحقيق استقراره، داعيًا اللبنانيين إلى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة تعكس تطلعات الشعب بعيدًا عن تأثير حزب الله.
المواقف الميدانية
أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان التابعة لحزب الله أن مقاتليها سيواصلون متابعة انسحابات القوات الإسرائيلية، مؤكدة أن أيديهم ستظل على الزناد للدفاع عن سيادة لبنان. كما أعلنت عن تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، شملت مقتل أكثر من 130 جنديًا وإصابة أكثر من 1250 آخرين، إضافة إلى تدمير معدات عسكرية متطورة.
في المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي نيته تقليص وجوده في لبنان حاليًا، مشيرًا إلى استمرار توجيه السكان اللبنانيين بتجنب الاقتراب من المناطق التي طالب بإخلائها تفاديًا لأي تصعيد.