الأخبار العالمية

ازدواجية المعايير الأوروبية: استمرار صفقات الأسلحة مع إسرائيل رغم الانتقادات بشأن حرب غزة

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، تعرضت إسرائيل لضغوطات رئيسية على صعيد إمدادات الأسلحة والذخيرة، لاسيما من قبل دول أوروبية. ورغم فرض هذه الدول حظراً على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، إلا أن هذه السياسات تتسم بالازدواجية، حيث تواصل تلك الدول إبرام صفقات مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية لشراء أسلحة متطورة.

إسرائيل تُعتبر من أبرز عشر دول في العالم في مجال تصدير الأسلحة، إذ تشكل الدول الأوروبية نحو 30% من إجمالي صادراتها الدفاعية والأمنية، بحسب بيانات الصناعات العسكرية الإسرائيلية. ويشمل ذلك بشكل رئيسي الطائرات بدون طيار، الصواريخ، أنظمة الدفاع الجوية، والأمن السيبراني.

ألمانيا قررت وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة، بينما علّقت بريطانيا تراخيص الشركات المتعاملة مع الجيش الإسرائيلي، ومنعت فرنسا إسرائيل من المشاركة في معارض الأسلحة، في حين أوقفت إسبانيا رسو السفن الإسرائيلية المحملة بالأسلحة في موانئها. ومع ذلك، أظهرت التحقيقات أن هذه البلدان الأوروبية تمارس ازدواجية في تعاملاتها، حيث لا تزال تعقد صفقات مع إسرائيل وتستمر في شراء الأسلحة المتقدمة، رغم التصريحات العلنية الرافضة لسياساتها في غزة.

وحسب ما كشفته مجلة “شومريم” والقناة الإسرائيلية الـ12، فإن العديد من الدول الأوروبية لا تزال تواصل علاقاتها مع شركات صناعة الأسلحة الإسرائيلية. وبدلاً من الوفاء بمواقفها المعادية لإسرائيل، تستمر هذه الدول في شراء الأسلحة المتطورة التي تم اختبارها واستخدامها خلال الحرب، بما في ذلك المعدات الأمنية المتقدمة.

إسبانيا، رغم انتقاداتها الشديدة لإسرائيل، استمرت في السماح بزيارة الشركات الأمنية الإسرائيلية لعرض منتجاتها في معارض دولية، كما أبرمت صفقات لشراء منتجات أمنية تشمل القنابل والألغام. هذه الازدواجية تتجلى في العديد من الدول الأوروبية التي تجمع بين انتقاد إسرائيل علنياً واستمرار التعاون العسكري والاقتصادي وراء الأبواب المغلقة.

وفي الوقت ذاته، لا تزال بعض الدول مثل إيطاليا تتخذ مواقف مشابهة، حيث أعلنت عن تعليق العقود الأمنية مع إسرائيل لكنها لم توقف شحنات الأسلحة إليها. وقد أظهرت البيانات أن إيطاليا استوردت أسلحة وذخيرة من إسرائيل في عام 2024، مما يعكس استمرارية العلاقات التجارية بين البلدين في هذا المجال.

الجدير بالذكر أن هذه السياسات الأوروبية المتناقضة تشير إلى مرونة أخلاقية عندما يتعلق الأمر بمصالح هذه الدول الأمنية والاقتصادية، وهو ما يعكس التحديات التي تواجهها إسرائيل في سعيها لتأمين إمدادات الأسلحة خلال الحروب والصراعات.

زر الذهاب إلى الأعلى