استغراب كبير من عدم زيادة رواتب الموظفين في ظل توقع استئناف موارد الغاز
توقع الرأي العام الوطني أن يأخذ فخامة رئيس الجمهورية : محمد ولد الغزواني قرارا تاريخيا يتعلق بزيادة الرواتب بعد الحديث المطمئن للشركة المشرفة على استغلال بئر احميم والذي أكد أن الشحنة الأولى سيتم تسلمها قريبا .
لذالك فإن كافة الموظفين في قطاعات مختلفة كانت تعتقد أن الرئيس سيعلن عم زيادة مجزية لرواتب الموظفين في الذكرى الثالثة والستون لعيد الإستقلال الوطني التي حملت للكثيرين أملا زائدا في الزيادة المجزية لكتلة الرواتب التي لم تراجع بشكل جدي وحقيقي منذ إستقلال الدولة الموريتانية 1960عن المستعمر الفرنسي .
ويتساءل موظفو التعليم عن الآليات التي ستجعل المدرسسة الجمهورية قادرة على الإقناع والعطاء الكبير الذي يجعل الشركاء يثقون في المدرسة العمومية أكثر من المدرسة الخصوصية والحالة أن البيئة المدرسية اليوم رغم تحسين العديد من المدارس وترميمها وبناء آلاف المدارس لاتزال عازلة من حيث عجز الحجرات عن إستعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ في الدارس الإبتدائية والإعداديات للشح الواضح في البناية المدرسية بشكل عام .
كذالك قطاع التعليم بكامله يستغرب تكليفه بإنجاز المقاربات المتعلقة بالمدرسة الجمهورية من الحضور الفعلي والمتابعة والرقابة والعمل بروح الجميع والسهر على تدريس البرنامج المتاح والمقررات الدراسية ’ومع ذالك هناك موقف عام يقف حجر عثرة أمام تحسين ظروف المدرس الذي يعاني معاناة مضاعفة في الحضر والريف .
فمن المعلوم أن ظروف المدرسين مهما كانوا نبقى مزرية بحجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم بدء بالسكن والراواتب الهزيلة والعلاوات التي لاتسمن ولاتغني من جوع ’ فالزيادات المعلن عنها سابقا لاتتناسب مع التطلعات لكونها ليست على الراتب الأساسي’بل جاءت مجرد زيادة عادية تنتهي بالمسيرة المهنية للمدرس .
السيد الرئيس : إذاكنتم تريدون للتعليم أن يتعافى وينجح ويعود الألق إليه والبريق والإبداع فلامناص أبدا في خلق زيادة لرواتب المنتسبين للتعليم في الميدان والمؤطرين من جميع الأسلاك ’حينها سيكون للمدرسة الجمهورية معنى حقيقيا يتمثل في جعل الطواقم التعليمية والتربوية في وضع اقتصادي مريح يسمح لهم بجعل إمكاناتهم الفكرية وإبداعاتهم تحت رهن إشارة المدرسة الجمهورية التي حملتم مشعلها المبارك بإذن الله .
إن الجميع يدرك أنكم فخامة الرئيس مقتنعون بإرساء مدرسة جمهورية شاملة قادرة على صهر الجميع في بوتقة واحدة ’لكن غالبية الوزراء والمستشارين في الرئاسة والقوى الفاعلة في البرلمان كلهم يخشون زيادة رواتب المدرسين بشكل مرض وكأن توفير ظروف مادية ومعنوية للمدرس ردة للوراء وثورة على الواقع المهين لحملة رسالة العلم النبيلة .
فخامة رئيس الجمهورية : كل الدول التي استطاعت النهوض من كبوتها لم تفعل شيئا سوى أنها جعلت المدرس في الأمام واقتطعت له راتبا يفوق راتب الوزير والقاضي والقائد لمسألة بسيطة هي أن المدرس هو وحده من علم هؤلاء جميعا حتى وصلول لمراتبهم العليا فنسوا بسرعة فضله عليهم فضاعت البركة ومات الإ بداع والتضحية في نفوس المعلمين لأن مبدأ المكافأة تم تعطيله في حقهم وأشهر مبد أ العقوبة نصب أعينهم دون استنكار الجهات الوازنة لذالك ’فكان ماكان من تردي المدرسة شكلا ومضمونا بفعل ازدواجية المعايير التي يعامل المدرسون بها مقارنة حتى بالموظفين في الجمهورية .
إن الجميع يدرك أن النهضة تستحيل لمجتمع يعاني الأمية والجهل لأنه لايملك المعارف والمهارات اللازمة لمسيارة التطورات الحديثة في العالم المتعلم.
فليس من المبرر إطلاقا أن تكون رواتب بعض الموظفين في الدولة تضاعف آلاف المرات رواتب االمعلمين والأطباء الذين يكدحون من أجل تربية الأجيال المستقبلية التي سيأتي دورها لاحقا شئنا أم أبينا ’ فإذا كانت هذه الأجيال تفتقد للتعلم والتكوين والإعداد الجيد فهل للدولة ديمومة واستمرارية في ظل ضبابية في الرؤية ناتجة عن عدم تخصيص ما يلزم من الدخل القومي للمربين والمعلمين الذين سيتركون بصماتهم على تلك الأجيال بشكل إيجابي أوسلبي له تأثيراته البناءة أوالهدامة تبعا لتعاطي الدولة مع أهم موظفيها طيلة عقود من الزمن قدموا فيها الغالي والنفيس دون أن تكون الصدارة لهم في الإ ستفادة من الثروة الوطنية الهائلة .