تكنولوجيا

استقالة ستيفن أدلر من “أوبن إيه آي” بسبب مخاوف من تطور الذكاء الاصطناعي السريع

أعلن ستيفن أدلر، باحث الذكاء الاصطناعي وأحد مطوري برنامج “شات جي بي تي” والمسؤول عن السلامة في شركة “أوبن إيه آي”، استقالته من منصبه، معربًا عن قلقه العميق من التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير موقع “إندبندنت”.

عمل أدلر في الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، منذ مارس 2022، أي قبل ثمانية أشهر من إطلاق “شات جي بي تي”. وأوضح أنه قرر الاستقالة بسبب مخاوفه من وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي، حيث عبّر قائلاً: “بصراحة، أنا مرعوب من سرعة تطور الذكاء الاصطناعي في هذه الأيام”. وأضاف: “عندما أفكر في المستقبل، في المكان الذي سأبني فيه عائلتي أو المبلغ الذي يجب أن أدخره للتقاعد، لا أستطيع إلا أن أتساءل: هل ستصل البشرية إلى تلك المرحلة؟”

وفي سلسلة من المنشورات عبر منصة “إكس”، أشار أدلر إلى التنافس الشديد على تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي يُتوقع أن يضاهي أو يتجاوز الذكاء البشري. وقد صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، مرارًا أن هدفه هو تحقيق الذكاء الاصطناعي العام بطريقة تفيد البشرية جمعاء.

من ناحية أخرى، حذر بعض الباحثين البارزين في مجال الذكاء الاصطناعي من أن الوصول إلى هذه التقنية قد يخرج عن السيطرة ويصبح من الصعب على البشر التحكم فيها، مما يثير مخاوف من ظهور ذكاء فائق يتفوق على البشر. وأظهر استطلاع للرأي أجري في 2022 أن غالبية خبراء الذكاء الاصطناعي يرون أن احتمالية حدوث كارثة وجودية للبشرية تبلغ 10% على الأقل.

يأتي إعلان استقالة أدلر بعد أيام من إطلاق شركة “ديب سيك” الصينية نموذجًا للذكاء الاصطناعي ينافس “شات جي بي تي” ونماذج أخرى من شركات التكنولوجيا الأمريكية، مما أعاد تعريف السباق العالمي في هذا المجال.

وأضاف أدلر: “إن السباق نحو الذكاء الاصطناعي العام هو رهان محفوف بالمخاطر، وله عواقب كارثية محتملة”. وأشار إلى أن “مشكلة انحياز الذكاء الاصطناعي، حيث تتباين أهدافه مع أهداف البشر، لا يمكن حلها بسهولة، وكلما تسارعنا في السباق، تقل فرص إيجاد الحلول في الوقت المناسب”. وأضاف: “اليوم، يبدو أننا عالقون في وضع غير مستقر، حيث يمكن لمختبرات معينة أن تتخذ طرقًا مختصرة للوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، مما يفاقم الخطر ويدفع الجميع لتسريع تطوير نماذجهم. آمل أن تكون المختبرات صادقة بشأن اللوائح الأمنية اللازمة لإيقاف هذا السباق”.

زر الذهاب إلى الأعلى