استهداف مستشفى النصر من قبل الاحتلال يثير رعباً، وغوتيريش يعرب عن قلقه
يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته على قطاع غزة لليوم الـ 29 على التوالي، مستهدفًا المدنيين والبنية التحتية الصحية. الهجمات شملت قصف مدخل مستشفى النصر للأطفال غرب غزة وخزان مياه عام يغذي عدة أحياء شرق رفح جنوبي القطاع. هذا جاء بعد الهجمات التي استهدفت سيارات الإسعاف ومراكز الإيواء في الأيام السابقة.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه واستنكاره للضربات الإسرائيلية التي استهدفت المستشفيات وسيارات الإسعاف. يُشير مراسل الجزيرة إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن وفاة وإصابة عدد من الأشخاص، بما في ذلك نازحين كانوا في مدخل مستشفى النصر.
بالإضافة إلى ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بالاستهداف المصادر الباقية للطاقة في القطاع المحاصر، مثل مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى الوفاء بغزة، وأخرجه عن الخدمة، بالإضافة إلى استهداف ألواح الطاقة الشمسية في المنازل.
الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضًا منازل في مخيم النصيرات ورفح، مما أسفر عن وفاة 7 فلسطينيين، وحدثت غارة أخرى في منطقة تل الزعتر شمالي القطاع.
من جانب آخر، تم توثيق استهداف الجيش الإسرائيلي لسيارات الإسعاف أمام مستشفى الشفاء مساء أمس، مما أدى إلى وفاة 15 فلسطينيًا وإصابة 60 آخرين. تزامن هذا الهجوم مع استهداف لسيارات الإسعاف القادمة إلى معبر رفح لنقل المصابين.
وعلى الرغم من تأكيد الجيش الإسرائيلي على استهداف سيارة الإسعاف بزعم استخدامها من قبل مجموعة تابعة لحركة حماس، نفى المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن تكون القافلة تقل مسلحين، مطالبًا بتقديم دلائل على ذلك. تحدى مسؤولو الصحة بإظهار صور تثبت ادعاءات الجيش الإسرائيلي.
هذه الهجمات أدت أيضًا إلى تلف 8 سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، بالإضافة إلى وفاة 4 مسعفين وإصابة نحو 21 مسعفًا ومتطوعًا نتيجة للاستهداف الإسرائيلي للقوافل.
تنديد أممي
فيما يتعلق بذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم السبت، عن استيائه وقلقه العميق جراء الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على قافلة سيارات الإسعاف في قطاع غزة يوم أمس، وأمام مستشفى الشفاء. أكد غوتيريش أن هذه الهجمات المستمرة ضد المدنيين في غزة لمدة شهر يجب أن تتوقف، خاصةً أن هؤلاء المدنيين محاصرون وخالين من المساعدات، وحذر من نقص الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
وفيما يتعلق بملاجئ الأمم المتحدة في غزة، أشار غوتيريش إلى أن هذه الملاجئ تعمل بنسبة تفوق أضعاف طاقتها الاستيعابية العادية وتتعرض للقصف.
من ناحية أخرى، عبّر رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن صدمته العميقة بسبب استهداف سيارات الإسعاف في غزة. وأكد على أهمية حماية المرضى ومقدمي الرعاية الصحية والمؤسسات الطبية وسيارات الإسعاف في جميع الأوقات.
بالتزامن مع استهداف الجيش الإسرائيلي لسيارات الإسعاف، قام بقصف مساء أمس مدرسة أسامة بن زيد في منطقة الصفطاوي شمال القطاع بقذائف الدبابات، حيث كانت تستضيف العديد من النازحين، مما أسفر عن وفاة 20 فلسطينيًا.
كما قامت قوات الاحتلال بقصف منطقة سكنية في مخيم النصيرات، الذي شهد العديد من المجازر الإسرائيلية منذ بداية العدوان، مما أسفر عن وفاة وإصابة العشرات.
وفيما يتعلق بالجوانب الإنسانية، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أن عمليات الإغاثة في غزة لا تواكب سرعة الدمار وحجم الأزمة الإنسانية هناك. وشدد على ضرورة تحقيق هدنة إنسانية تمكن من دخول المساعدات.
وأشار مدير وكالة الأونروا في غزة، توماس وايت، إلى أن الوكالة لم تعد قادرة على تقديم المأوى والحماية للمدنيين تحت علم الأمم المتحدة، مشيرًا إلى تضرر نصف مرافق الوكالة وفقدان الاتصال بالعديد من الملاجئ في شمال القطاع.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن غارة إسرائيلية دمرت مسجدًا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة صباح اليوم. ويستهدف العدوان الإسرائيلي أيضًا دور العبادة في القطاع، حيث دمر الاحتلال حتى الآن 54 مسجدًا بشكل كامل وألحق أضرارًا بـ 110 مساجد أخرى، بالإضافة إلى استهداف 3 كنائس. وأشار المكتب الحكومي بغزة إلى أن جميع الأهداف التي استهدفها الاحتلال هي مدنية، تشمل البيوت الآمنة والمرافق العامة والمستشفيات. وكشف المكتب الحكومي أن الاحتلال ارتكب 965 مجزرة، وبلغت حصيلة العدوان 9227 شهيدًا، منهم 3826 طفلاً و2405 امرأة، وقرابة 23 ألف جريح، بالإضافة إلى وجود 2060 بلاغًا عن مفقودين.