اشتباكات عنيفة في الخرطوم وجنوب دارفور بالسودان بين القوات الحكومية والمتمردين، والاتحاد الأفريقي يدعو لتنسيق جهود حل الأزمة.
تشهد السودان اشتداد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن عدة، حيث تسعى الحكومة لتحقيق الاستقرار والحفاظ على الأمن والسيطرة على الميليشيات المسلحة. وفي هذا السياق، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة في السودان.
وفي تقرير لمراسل الجزيرة في الخرطوم، أفاد بسماع دوي انفجارات قوية ومتتالية جنوبي مدينة أم درمان، حيث أغارت الطائرات الحربية على تجمعات للدعم السريع في حي الجريف شرق النيل، ثم قصفت مقاتلات سلاح الجو لاحقا منطقة أمبدة غرب أم درمان، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 17 آخرين في المنطقة.
ونشرت لجان منطقة أمبدة، في بيان على صفحتها في فيسبوك، صوراً لتشييع الضحايا الخمس. وردت قوات الدعم السريع على الغارات الجوية باستخدام المضادات الأرضية، فيما أعلن الجيش السوداني أن مسيرات تابعة للدعم السريع قصفت مقر السلاح الطبي في أم درمان.
وأشار الجيش، في بيان، إلى أن الميليشيا المتمردة “الدعم السريع” استهدفت مستشفى علياء التخصصي في أم درمان بالقصف المدفعي، مما أدى إلى إصابة سيدة مريضة وإلحاق أضرار كبيرة بمركز غسيل الكلى والعناية المكثفة وغرفة العمليات.
في مدينة كاس التي تقع على بعد نحو 80 كيلومترًا شمال غرب نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث استخدمت الأطراف المتحاربة أنواعًا مختلفة من الأسلحة.
وفي بيان صحفي أصدرته قوات الدعم السريع، أعلنت أنها تمكنت من السيطرة على قيادة اللواء 61 في كاس، وأسرت قائد القوة العسكرية و30 من أفراد القوة، واستولت على العديد من الأسلحة، بما في ذلك العربات القتالية والمدافع والذخائر.
الاتحاد الأفريقي
شدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، على ضرورة تنسيق المساعي الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة السودانية. وأكد فكي أنه يجب وضع أقصى قدر من الاهتمام لتوحيد الجهود مع المجتمع الدولي.
وبالإضافة إلى مبادرة اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد)، عُقدت قمة لدول جوار السودان في القاهرة الأسبوع الماضي، حيث تم الاتفاق على إنشاء آلية تضم وزراء الخارجية لوضع خطة عملية لوقف القتال وحل الأزمة في تشاد.
وفي وقت سابق، انطلقت مباحثات بين طرفي الصراع السوداني في مدينة جدة السعودية بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، قبل أن يعلق الجيش مشاركته في تلك المباحثات. ولكن في الأيام الأخيرة، عاد ممثلو الجيش إلى جدة لمواصلة المباحثات السياسية، فيما أعربت قوات الدعم السريع عن استعدادها للتفاوض مع الجيش لإنهاء الأزمة الحالية.
يجب الإشارة إلى أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع دخل شهره الرابع، وتجاوز عدد ضحايا الصراع 3 آلاف قتيل، حيث يشكل المدنيون أغلبية الضحايا، وتقدر وزارة الصحة السودانية والأمم المتحدة عدد النازحين واللاجئين داخل وخارج البلاد بنحو 3 ملايين شخص.