افتُتح معبر رفح وبدأت شاحنات المساعدات تدخل قطاع غزة
تم اليوم فتح معبر رفح، وبدأت شاحنات المساعدات بالدخول إلى قطاع غزة من الجانب المصري للمعبر. وقد دخلت أول قافلة من المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ بداية الحرب، تحمل 20 شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى كمية محدودة من المواد الغذائية، ومن المقرر أن تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) توزيع هذه المساعدات.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعت إلى فتح المعبر بشكل دائم، وهذا يأتي في سياق استعدادات لنقل الجرحى للعلاج في الخارج ولإدخال المزيد من المساعدات برعاية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وتعتبر حماس أن الحديث عن إدخال 20 شاحنة فقط من المساعدات إلى جنوب قطاع غزة يُعد محاولة للتضليل ولخداع الرأي العام بشأن حل الأزمة الإنسانية في غزة. وأشارت إلى أن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى كميات أكبر من المواد الطبية والأغذية وأنه كان يستقبل يوميا حوالي 500 شاحنة، وهو دون الحد الأدنى اللازم بكثير في ظل الحصار الإسرائيلي.
وأكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، على ضرورة توفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود إلى سكان غزة بشكل مستدام وآمن ودون عوائق.
إجلاء الأميركيين
في وقت سابق اليوم، أعلنت السفارة الأميركية في إسرائيل أن معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة سيفتح في الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي. ولكن من غير واضح حتى الآن إلى أي مدى سيتمكن الرعايا الأجانب من مغادرة غزة إذا تم فتح الحدود. ومن المتوقع أن يحاول العديد من الأشخاص العبور في حالة فتح الحدود، وبالتالي، يجب على المواطنين الأميركيين الذين يحاولون الدخول إلى مصر أن يكونوا على استعداد لبيئة فوضوية وغير منظمة على جانبي المعبر.
وأشارت السفارة إلى أن الوضع لا يزال ديناميكيًا وقابلًا للتغيير، ولا يمكن التنبؤ بالبيئة الأمنية. ولذا يتحمل كل مواطن مسؤولية تقييم سلامته وأمانه الشخصي قبل اتخاذ أي إجراءات نحو الحدود أو محاولة العبور.
في الوقت نفسه، أعلنت السفارة الأميركية أنها ستقدم معلومات محدثة حول المساعدة المتاحة للمواطنين الأميركيين في مصر الذين يتواجدون في غزة، وسيتم ذلك عبر عنوان البريد الإلكتروني.
يجدر بالذكر أن مئات العالقين الأميركيين في غزة ينتظرون فتح معبر رفح من أجل إجلائهم، وقدرت صحيفة نيويورك تايمز عددهم بما بين 500 و600 شخص.
كارثة إنسانية
ذكر الإعلام الحكومي في غزة أن قافلة المساعدات التي ستدخل عبر معبر رفح لن تكون كافية لتغيير الكارثة الإنسانية في القطاع. يتركز اهتمام المجتمع الدولي حاليًا على توصيل المساعدات إلى غزة من خلال نقطة الدخول الوحيدة التي لا تخضع للسيطرة الإسرائيلية، وهي معبر رفح. وقد ظل هذا المعبر متوقفًا عن العمل منذ بدء الهجمات الإسرائيلية والعدوان على غزة قبل أسبوعين.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن معبر رفح الحدودي مع غزة مفتوح الآن، مؤكدة أن إسرائيل هي من ترفض دخول المساعدات إلى القطاع.
وكانت إسرائيل قد أغلقت قطاع غزة بالكامل في 7 أكتوبر الجاري، وهاجمت الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي بات بحاجة ماسة للترميم.
وفي هذا السياق، تواصل إسرائيل عدوانها على غزة وتنفيذ غارات مكثفة على القطاع، مما أدى إلى وقوع دمار كبير وأسفر عن مقتل أكثر من 4100 شخص وإصابة أكثر من 13 ألف شخص، ومعظم هؤلاء الضحايا من النساء والأطفال. وتواصل أيضًا إسرائيل قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن سكان غزة، مما أثار تحذيرات محلية ودولية من وقوع كارثة إنسانية خطيرة.