صحة

اكتشاف جديد يبشر بعلاج الشلل

كشفت دراسة حديثة عن خلية مناعية تُدعى “عدلات نخاع العظم” (bone marrow neutrophils) تمتلك القدرة على تحفيز إعادة نمو الألياف العصبية لدى الفئران والبشر.

أُجريت الدراسة بواسطة باحثين في علم الأعصاب من جامعة ولاية أوهايو في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في مجلة “نيتشر إميونولوجي” (Nature Immunology) في 29 مايو الماضي، كما كتب عنها موقع “يوريك أليرت” (EurekAlert).

وتُعتبر نتائج الدراسة تقدمًا كبيرًا في مجال العلوم الطبية.

قال بنجامين سيغال، المؤلف الرئيسي للدراسة ورئيس قسم طب الأعصاب في مركز ويكسنر الطبي وكلية الطب بجامعة ولاية أوهايو: “عادةً، لا يتم استبدال الخلايا العصبية الميتة، ولا تنمو الألياف العصبية التالفة بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى إعاقات عصبية دائمة”.

ووجد الفريق البحثي أن خلايا نخاع العظم يمكن أن تتحول إلى عوامل شفاء قوية. من خلال تحفيز هذه الخلايا بجزيئات محددة في المختبر، تمكن الفريق من تحويلها إلى خلايا مؤيدة للتجدد يمكنها مساعدة الخلايا العصبية التالفة على البقاء وإعادة النمو.

وأضاف سيغال: “هدفنا النهائي هو تطوير علاجات باستخدام هذه الخلايا الخاصة، لعكس الضرر في العصب البصري والدماغ والحبل الشوكي، وبالتالي استعادة الوظائف العصبية المفقودة”.

يُعتقد منذ فترة طويلة أن تلف الأعصاب الناتج عن إصابات الحبل الشوكي أو العصب البصري أو الدماغ، والأمراض العصبية التنكسية مثل التصلب الجانبي الضموري ومرض ألزهايمر والتصلب المتعدد، هو أمر دائم. ومع ذلك، قبل أربع سنوات، حقق فريق سيغال طفرة في الفئران، مما أثار الأمل للملايين المتضررين من هذه الحالات.

قال عضو فريق البحث والمؤلف الأول المشارك في هذه الدراسة، أندرو جيروم: “تُظهر دراستنا الجديدة أنه من الممكن استخدام خلايا المرضى الخاصة لتقديم علاجات آمنة وفعالة لهذه الحالات المدمرة”.

في دراستهم الأخيرة، أنتج الفريق خلايا “عدلات نخاع العظم” من نخاع العظام لثمانية متبرعين بشريين مختلفين، ونجحت في دفع الخلايا العصبية البشرية إلى تجديد الألياف العصبية.

وقد ضاعفت هذه الخلايا معدل بقاء الخلايا العصبية المتضررة ثلاث مرات، مما يشير إلى أنها يمكن أن تساعد في إبطاء أو منع تطور الحالات العصبية التنكسية، بالإضافة إلى عكس الإصابة.

وقال أندرو ساس، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في جامعة ولاية أوهايو والمؤلف الأول المشارك: “مع نجاح هذه التجارب المعملية، يتحول تركيزنا الآن إلى تقديم علاج بالخلايا الجديدة للمرضى الذين يحتاجون إليها. نعتقد أنه يمكن استخراج هذه الخلايا من المريض، وتحفيزها وتنميتها بأعداد كبيرة في المختبر، ثم إعادة زرعها في موقع الإصابة أو المرض لإعادة نمو ألياف الدماغ والأعصاب الشوكية”.

ويواصل فريق سيغال العمل على دفع هذه التطورات إلى الأمام. وتتمثل الخطوات التالية في تطوير الطرق الأكثر فعالية لزراعة هذه الخلايا وإيصالها، حتى يمكن بدء التجارب السريرية على البشر.

وأضاف سيغال أن العلاجات التي كانت تبدو مستحيلة في السابق، أصبحت الآن في الأفق.

زر الذهاب إلى الأعلى