صحة

اكتشاف جديد يفتح آفاق العلاج لمرض باركنسون من خلال فهم نظام إنتاج الطاقة في الجسم

أظهرت دراسة حديثة أجراها علماء من كلية الطب في جامعة فوجيتا الصحية في اليابان وجود خلل في نظام إنتاج الطاقة وإعادة تدويرها لدى مرضى باركنسون. ويشير البحث إلى إمكانية تطوير علاجات جديدة لا تقتصر فقط على إبطاء تقدم المرض، بل أيضًا تحسين جودة حياة المرضى من خلال التركيز على إنتاج الطاقة ونظام إعادة تدوير مركبات الجسم.

خلل في إنتاج الطاقة

أظهر الباحثون وجود خلل في إعادة تدوير الجزيء المسؤول عن إنتاج الطاقة في الخلايا، المعروف باسم أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP). يُعتبر مرض باركنسون ثاني أكثر اضطرابات التنكس العصبي شيوعًا عالميًا، وقد أدهش العلماء بتطوره التدريجي وتأثيره على الوظائف الحركية. كما لاحظ العلماء انخفاض مستويات حمض اليوريك، الذي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة، لدى المرضى.

دراسة نشرت في مجلة “إن بي جي باركنسون ديزيز” في 9 سبتمبر 2024، تسلط الضوء على التعقيد المتزايد للعلاقة بين حمض اليوريك ومرض باركنسون. يتم إنتاج حمض اليوريك من خلال مسار أيض البيورين، الذي يتضمن تحلل أدينوسين ثلاثي الفوسفات إلى أدينوسين ثنائي الفوسفات وأدينوسين أحادي الفوسفات، الذي يتحلل بدوره لإنتاج حمض اليوريك.

نتائج الدراسة وأهمية الاكتشاف

يقول الدكتور هيروهيسا واتانابي، الباحث في الدراسة: “تشير نتائجنا إلى أن انخفاض مستويات حمض اليوريك لدى مرضى باركنسون يتأثر بعوامل تتجاوز أيض البيورين، بما في ذلك الجنس والوزن والعمر”. وبالتالي، فإن العلاقة بين حمض اليوريك ومرض باركنسون أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا.

من خلال تقييم مستويات مستقلبات البيورين، وجد الباحثون أن مرضى باركنسون يعانون من انخفاض ملحوظ في مستويات حمض اليوريك والهيبوكسانثين في كل من الدم والسائل النخاعي مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

تداعيات على الصحة والطاقة

يعد أدينوسين ثلاثي الفوسفات “عملة الطاقة” في الخلايا الحية، وهذا الاكتشاف يسلط الضوء على الخلل المحتمل في نظام إعادة تدوير الطاقة، مما قد يؤدي إلى نقص الطاقة وزيادة تفاقم أعراض المرض.

كما أظهرت الدراسة أن مرضى باركنسون لديهم مستويات أقل بشكل كبير من الهيبوكسانثين، الذي يُعاد تدويره بشكل كبير ليصبح أدينوسين أحادي الفوسفات، وهو أمر حيوي لاستمرار إنتاج الطاقة.

آفاق جديدة للعلاج

يفتح هذا الاكتشاف الباب لاستراتيجيات علاجية جديدة، حيث تركز العلاجات الحالية بشكل رئيسي على السيطرة على الأعراض. تشير الدراسة إلى أن استهداف نظام إعادة تدوير الطاقة قد يكون أكثر فاعلية في إبطاء تقدم المرض. ومن المحتمل أن يكون تحسين مستويات حمض اليوريك فعالاً بشكل محدود، مما يعزز أهمية التركيز على نظام إعادة تدوير البيورين.

ينوي الفريق البحث في التدخلات الرياضية والغذائية كطرق محتملة لتحسين إنتاج الطاقة وإعادة تدوير الجزيئات الطاقية، مما قد يسهم في تطوير علاجات جديدة للمرض.

زر الذهاب إلى الأعلى