اقتصاد

الاقتصاد الإسرائيلي تحت الضغط: التحديات الاقتصادية في ظل الصراع مع غزة

في الوقت الذي بدأت فيه بعض قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي بالتكيف مع تداعيات الحرب على قطاع غزة، تزايدت المخاوف بشأن الأرقام الاقتصادية المثيرة للقلق التي تواجه صناع السياسات المالية والنقدية في البلاد.

أعلن بنك إسرائيل، الأسبوع الماضي، إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.5%، مما أثار انتقادات حادة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى خفضها. وأشار سموتريتش إلى أن الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية يعكس تجاهلاً لتحفيز الاقتصاد المحلي، حيث يرى أن أسعار الفائدة المنخفضة تعزز الاقتراض والاستثمار، مما يدعم السوق. في بيان له، قال سموتريتش: “التضخم الحالي هو تضخم على جانب العرض وليس على جانب الطلب، والرحلات الجوية أصبحت أغلى بسبب الحرب، والخضراوات والفواكه زادت أسعارها بسبب نقص العمالة”.

ومع تسجيل التضخم أعلى قمة له منذ عام 2008 عند 5.4% في مطلع 2023، تراجع بشكل ملحوظ إلى 2.5% في فبراير/شباط بعد زيادات بنك إسرائيل في أسعار الفائدة. إلا أن تأثير أزمة البحر الأحمر، نقص العمالة الفلسطينية والتايلاندية، بدأ يظهر على أسعار المستهلكين، مما أدى إلى ارتفاعها مجددًا إلى 3.2% في يوليو/تموز، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

كما ارتفعت أسعار المساكن والخضراوات والفواكه في إسرائيل، وسط نقص في العمالة الفلسطينية والتايلاندية. وفي ظل هذه الظروف، يثير القلق أن استمرار ارتفاع أسعار المستهلك قد يؤدي إلى تأجيل خطط بنك إسرائيل لخفض أسعار الفائدة حتى نهاية 2024 أو حتى مطلع 2025، مما سيزيد من أزمة تباطؤ نمو الاقتصاد الإسرائيلي ويواصل رفع كلفة الاقتراض.

وفيما يتعلق بمعدل البطالة، تراجعت النسبة إلى 2.8% في يوليو/تموز، من 3.1% في يونيو/حزيران، لكن هذا التراجع لا يعكس بالضرورة تحسنًا حقيقيًا في سوق العمل، بل هو نتيجة تعديل الإحصاءات. وبحسب صحيفة “هآرتس”، يعود انخفاض البطالة إلى إدراج المجندين كعاملين وإخراج النازحين الذين لم يعودوا يبحثون عن عمل من القوى العاملة.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حربًا على غزة، مما أسفر عن سقوط نحو 135 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود، مع دمار هائل ومجاعة قاتلة. ورغم قرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب وتحسين الوضع الإنساني، تواصل إسرائيل حربها متجاهلة هذه الدعوات.

زر الذهاب إلى الأعلى