الانتخابات الأوروبية ما سر صعود اليمين المتطرف في أوروبا؟
أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية استمرار تصدر كتلة الوسط اليميني للصدارة بفارق ربع عدد المقاعد، بينما حلت الكتلة الاشتراكية في المركز الثاني، وسجلت الليبراليين وأحزاب البيئة خسارة كبيرة وصلت لثلث المقاعد.
استمر الأوروبيون في التوجه إلى صناديق الاقتراع على مدار أربعة أيام لاختيار أعضاء جدد للبرلمان الأوروبي في وقت يشهد تطورات جيوسياسية هامة وارتفاعا في التوجهات القومية.
ووفقاً لمراسل الجزيرة، حقق حزب الشعب نسبة 26.3% من المقاعد، تليه الاشتراكيون بنسبة 18.8%، والليبراليون بنسبة 11.5%، والمحافظون بنسبة 10%، فيما حصل اليمين المتطرف على 8.1%، وجاءت أحزاب البيئة قبل الأخير بنسبة 7.4%.
كانت التوقعات الأولية تشير إلى أداء قوي للأحزاب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، مما يعكس مستوى كبيراً من عدم الرضا لدى الناخبين وانتقادات حادة للتيارات السياسية السائدة.
سجلت الأحزاب اليمينية المتطرفة زيادة في عدد المقاعد، حيث حصدت المرتبة الأولى في إيطاليا وفرنسا، والمرتبة الثانية في هولندا وألمانيا.
بعد فشل معسكره الوسطي أمام حزب التجمع الوطني في انتخابات الاتحاد الأوروبي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية ودعا إلى انتخابات برلمانية جديدة في 30 يونيو، معتبراً أن النتائج الأولية “ليست جيدة للأحزاب التي تؤمن بمستقبل أوروبا” وأن “صعود القوميين يشكل خطراً على فرنسا وأوروبا”.
تشير التحليلات إلى أن اليمين المتطرف الأوروبي خاض الانتخابات بشكل فردي، مما يدل على غياب المنافسة الفعلية بين الأحزاب المرشحة، مما قد يؤدي إلى تداعيات داخل المؤسسات السياسية الأوروبية.
من المتوقع أن تثير نتائج الانتخابات الأوروبية عواصف داخل المؤسسات السياسية، مع صعوبات محتملة في تشكيل أغلبية قوية في البرلمان الأوروبي لتمرير القوانين أو التفاوض حول القضايا المهمة.
يتوقع الخبراء تغييرات في المعايير الأوروبية لكل دولة، مما قد يؤدي إلى تبني سياسات هجرة أكثر صرامة والتخلي عن فكرة أوروبا الفدرالية في ظل صعود اليمين المتطرف والقوميين في الاتحاد الأوروبي.