صحة

التغذية وأثرها على مرضى السرطان: ما يجب معرفته عن النظام الغذائي أثناء العلاج

يعد الحديث عن الطعام وسيلة فعالة لكسر حاجز الصمت في المحادثات، فهو ليس فقط سبيلاً للتعبير عن الثقافة والمعتقدات، بل يساهم أيضًا في تقريب وجهات النظر بين الأشخاص. يصبح الحديث عن الطعام أكثر إثارة عندما يتعلق الأمر بمرضى السرطان، حيث يمكن تبادل العديد من القصص والمعلومات، رغم أن بعض هذه المعلومات قد تكون غير موثوقة، خاصة عندما تُستقى من الحكايات الشعبية أو من وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم أن بعض النصائح قد تبدو منطقية، إلا أن الكثير منها قد يعرض المرضى لخطر عدم تناول كميات كافية من الطعام التي تلبي احتياجاتهم من الطاقة والبروتين والدهون والمغذيات الأساسية، كما يشير الخبراء.

يمر مريض السرطان بمراحل صعبة تتراوح بين تأثيرات المجتمع والسيول الواسعة من المعلومات والنصائح غير المدروسة، وبين معاناته من المرض والعلاجات المرافقة له. فما هو الطعام الذي يوصي به الخبراء لمريض السرطان؟

الاختلاف في احتياجات غذاء مريض السرطان مقارنة بالأصحاء
يتطلب مرضى السرطان غالبًا نظامًا غذائيًا خاصًا يختلف عما نعتقد أنه نظام صحي. فبالنسبة للأشخاص الأصحاء، يشمل النظام الغذائي الصحي كميات كبيرة من الفواكه والخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، ومنتجات الألبان مع تقليل السكر، الملح، والدهون المشبعة. ولكن بالنسبة لمريض السرطان الذي يتلقى العلاج، فإن الأمور تصبح أكثر تحديًا، حيث يحتاج إلى مزيد من البروتين والسعرات الحرارية، وقد يتطلب نظامه الغذائي إضافة كميات أكبر من اللحوم، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان، إلى جانب البروتينات النباتية. وفي حال كان يعاني من صعوبة في المضغ أو البلع، قد يحتاج إلى إضافة الصلصات أو المرق، حسبما ينصح به المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة.

أثر الأدوية على التغذية
تهدف العلاجات الخاصة بالسرطان إلى قتل الخلايا السرطانية، ولكنها قد تؤثر أيضًا على الخلايا السليمة مما يسبب العديد من الآثار الجانبية التي تؤثر على القدرة على تناول الطعام. وتشمل هذه الآثار فقدان الشهية، تغيرات في حاسة التذوق، الإمساك، الإسهال، جفاف الفم، وصعوبة البلع، وغيرها. كما يختلف تأثير هذه الأعراض من مريض إلى آخر بناءً على نوع السرطان، العلاج المتبع، والجرعات، مما قد يجعل التغذية تحديًا في كثير من الأحيان.

استراتيجيات للتغلب على مشاكل الطعام أثناء العلاج
في أثناء العلاج، قد تكون هناك أيام تفتح فيها الشهية وأيام أخرى لا يرغب فيها المريض بتناول الطعام. من المهم استثمار الأيام التي تكون فيها الشهية جيدة عن طريق تناول كميات كبيرة من البروتين والسعرات الحرارية للحفاظ على القوة وبناء الأنسجة التالفة بسبب العلاج. كما يمكن تناول الطعام في الأوقات التي يشعر فيها المريض بحالته الأفضل، مع إمكانية شرب مشروبات البروتين للحصول على تغذية إضافية. إذا استمر المريض بعدم القدرة على تناول الطعام لأكثر من يومين، عليه استشارة الطبيب فورًا.

الغذاء والفيتامينات في محاربة السرطان
رغم رغبة الكثيرين في استخدام غذاء معين أو مكملات غذائية لمحاربة السرطان، إلا أنه لا توجد دراسات تثبت فاعلية أي نظام غذائي خاص أو مكمل غذائي في إبطاء أو علاج السرطان. بل في بعض الحالات قد تتسبب هذه المنتجات في التأثير سلبًا على فعالية العلاج السرطاني.

الحذر من الأمراض المنقولة عبر الغذاء
بسبب تأثير العلاجات على جهاز المناعة، قد يصبح مريض السرطان أكثر عرضة للأمراض المنقولة عبر الغذاء. ولذلك، يجب اتخاذ احتياطات كبيرة في التعامل مع الطعام وتخزينه، مثل تجنب تناول الأطعمة غير المغسولة بشكل جيد أو الأطعمة التي تجاوزت تاريخ صلاحيتها، والحرص على طهي اللحوم والبيض بشكل جيد.

الغذاء في أيام العلاج الكيميائي
ينبغي لمريض السرطان تناول طعام خفيف في أيام العلاج الكيميائي، مع تجنب الأطعمة الدهنية أو الحارة. يوصى بتناول الزبادي، الفواكه الطازجة، الجبن القريش، والبيض المسلوق كأطعمة خفيفة، بالإضافة إلى شرب كميات كبيرة من السوائل للمساعدة في الحفاظ على الترطيب. وفي جميع الأحوال، يجب على المريض استشارة الطبيب أو الممرض قبل اتخاذ أي قرار غذائي.

زر الذهاب إلى الأعلى