الجمارك الموريتانية تحتفل باليوم الدولي للجمارك تحت شعار الفاعلية والأمن والازدهار


احتفلت الجمارك الموريتانية، اليوم الأحد، باليوم الدولي للجمارك، الذي يصادف 26 يناير من كل عام، تحت شعار: “من أجل جمارك تجسد التزاماتها بخصوص الفاعلية والأمن والازدهار”. ويأتي هذا الحدث في سياق تعزيز دور الجمارك في دعم الاقتصاد الوطني وتأمين سلسلة الإمدادات، في ظل الإصلاحات الهيكلية التي يشهدها القطاع.
مراسم الاحتفال والاستعراض العسكري
جرى تخليد المناسبة تحت إشراف معالي وزير الاقتصاد والمالية، السيد سيد أحمد ولد أبوه، الذي حضر الحفل إلى جانب المدير العام للجمارك، المفتش الرئيسي خالد ولد السالك، وكبار المسؤولين والضباط في القطاع.
استُهل الحفل برفع العلم الوطني على أنغام النشيد الوطني، تلاه استعراض عسكري لوحدات الجمارك، التي أدت التحية لمعالي الوزير، في مشهد يعكس الانضباط والجاهزية العالية لهذا الجهاز الحيوي.
إشادة بالإنجازات وتجاوز التوقعات
وفي كلمته بالمناسبة، هنأ معالي وزير الاقتصاد والمالية الجمارك الموريتانية على أدائها المتميز، الذي مكنها من تجاوز التوقعات المتعلقة بالمحاصيل الجمركية رغم التحديات الاقتصادية الإقليمية والدولية. وأشاد بالبرنامج الطموح للإصلاح والعصرنة، الذي يسهم في تقريب الإدارة من المواطن وتحسين الخدمات الجمركية.
كما أكد أن الإنجازات المحققة تأتي في إطار التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، التي تترجمها سياسات حكومة معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد أجاي، مشيرًا إلى أن الإصلاحات عززت مناخ الشفافية والفاعلية في الإدارة العمومية.
وأبرز الوزير أن التحول الرقمي الذي تنتهجه الجمارك الموريتانية، عبر اعتماد حلول معلوماتية متطورة، يسهم في تسهيل التبادلات التجارية، وتسريع إجراءات الجمركة، وتحسين مناخ الأعمال، مما يعزز تنافسية الاقتصاد الوطني.
استقلالية الإدارة العامة للجمارك.. تحدٍ وفرصة
وأشار معالي الوزير إلى أن السلطات العمومية منحت الإدارة العامة للجمارك استقلالية مالية وإدارية، معتبرًا أن هذا القرار يعكس الثقة في كفاءة القطاع، لكنه يمثل في الوقت ذاته تحديًا يتطلب مزيدًا من الجهد والتطوير.
كما كشف أن العائدات الجمركية خلال العام المنصرم بلغت 336.07 مليار أوقية قديمة، وهو إنجاز قياسي يعكس نجاح الاستراتيجية المتبعة وفعالية الأداء الجمركي.
كلمة المدير العام للجمارك.. نحو جمارك أكثر فاعلية وأمانًا

من جانبه، أكد المدير العام للجمارك، المفتش الرئيسي خالد ولد السالك، أن الشعار المعتمد هذا العام يعكس التطور الذي شهدته الجمارك العالمية، حيث بات دورها لا يقتصر على الجباية فقط، بل يشمل الأمن الاقتصادي والرقابة الفعالة.
وأشار إلى أن الإدارة العامة للجمارك تعمل على برنامج عصرنة شامل، بدأ بمراجعة مدونة الجمارك لتتلاءم مع التحديات الجديدة، بالإضافة إلى مواصلة التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لتعزيز شفافية الإجراءات الجمركية واستقطاب الاستثمارات.
وكشف المدير العام أن الإدارة طورت العديد من التطبيقات الرقمية، التي مكنت من:
- التسيير الآلي للنزاعات الجمركية.
- إعادة ترميز الإعفاءات الجمركية.
- رقابة القيمة الجمركية والدين الضريبي.
- تسجيل بيانات الشحن عن بُعد.
- إرسال الوثائق إلكترونيًا لتسريع التصاريح الجمركية.
التزام بمستقبل واعد للجمارك الموريتانية
وأكد المدير العام أن الجمارك الوطنية، انطلاقًا من الرؤية المستقبلية للسلطات العليا، عاقدة العزم على تعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والأمنية، عبر تحسين الخدمات، وتبني أحدث التقنيات، وتقريب الإدارة من المواطن.
حضور رسمي رفيع المستوى
شهد الحفل حضور عدد من أعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الغربية، ورئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط، وكبار الشخصيات العسكرية والمدنية، في تأكيد على الأهمية الاستراتيجية لقطاع الجمارك ودوره المحوري في الاقتصاد الوطني.
ختامًا.. رسالة التفاؤل والتحدي
اختتمت الفعاليات وسط أجواء احتفالية تعكس روح التفاني والانضباط داخل المؤسسة الجمركية، مع التأكيد على أن التحديات القادمة ستكون فرصة لمزيد من الإصلاحات والتطوير، في سبيل تحقيق أهداف الفاعلية، الأمن، والازدهار.