الجيش السوداني يوسع سيطرته في الخرطوم ويكشف عن مقبرة جماعية في حي الفيحاء

أعلن الجيش السوداني، أمس الأحد، تحقيق تقدم استراتيجي وسط الخرطوم، حيث تمكنت قواته من السيطرة على مواقع محورية، مما زاد من تضييق الخناق على قوات الدعم السريع داخل القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية. في الوقت ذاته، كشفت السلطات في الخرطوم عن العثور على مقبرة جماعية في حي الفيحاء.
تقدم الجيش في الخرطوم
أفاد بيان صادر عن الجيش السوداني بأن قوات سلاح المدرعات تمكنت من دحر قوات الدعم السريع في عدة مواقع، من بينها محور نادي الأسرة في حي “الخرطوم 3″، وجسر المسلمية، وأبراج النيلين، وموقف شروني، أحد أهم محطات المواصلات وسط الخرطوم.
كما نشر الجيش مقاطع مصورة عبر صفحته على فيسبوك تُظهر تنفيذ قواته لكمين ضد عناصر الدعم السريع أثناء محاولتهم الفرار من الحصار المفروض وسط العاصمة، مؤكداً أنه تم “تحييدهم جميعاً دون استثناء”.
حصار القصر الرئاسي
مع تقدم الجيش في قلب الخرطوم، باتت قوات الدعم السريع محاصرة من جميع الجهات داخل القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية. وبالسيطرة على مواقع استراتيجية مثل محطة شروني وأبراج النيلين وجسر المسلمية، تمكن الجيش من إغلاق الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم من الجهة الجنوبية، ليقترب من القصر الرئاسي بمسافة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر، وفقاً لوكالة الأناضول.
كما استكملت قوات الجيش في الأيام الماضية بسط سيطرتها على محطة جاكسون وجسر الحرية عند المدخل الجنوبي الغربي لوسط الخرطوم، واقتربت من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة من الجهة الغربية، حيث لم تعد تبعد عنها سوى كيلومتر واحد.
العثور على مقبرة جماعية
في تطور خطير، كشفت السلطات السودانية عن مقبرة جماعية في حي الفيحاء بمنطقة شرق النيل، التي استعادها الجيش مؤخراً من قوات الدعم السريع.
وأوضحت السلطات أن قوات الدعم السريع حولت بئراً عميقة إلى مقبرة جماعية، حيث ألقت فيها جثث مدنيين بعد تعرضهم للتعذيب أو الإعدام رمياً بالرصاص، وفقاً لروايات ذوي الضحايا.
ووثق مراسل الجزيرة عملية انتشال الجثامين من البئر، والتي بلغ عمقها 18 متراً. ووفقاً لمدير هيئة الطب العدلي في الخرطوم، هشام زين العابدين، فإن الجثث تعود إلى مدنيين من منطقة شرق النيل ونازحين، معظمهم قُتلوا بطلقات نارية في الرأس، مما يشير إلى عمليات إعدام ممنهجة.
وأكدت الحكومة السودانية أن هذه البئر ليست سوى واحدة من عشرات الآبار التي استخدمتها قوات الدعم السريع لإخفاء ضحاياها، في مشهد يعكس المأساة الإنسانية الناتجة عن الصراع الدائر.
تقدم الجيش في ولاية سنار
على صعيد آخر، أعلن الجيش السوداني سيطرته على منطقة أبو عريف الاستراتيجية في ولاية سنار (جنوب شرق)، بعد معارك شرسة مع قوات الدعم السريع.
وأفاد الجيش في بيانه بأن قواته تمكنت من طرد قوات الدعم السريع من المنطقة، مكبدة إياها خسائر كبيرة، وتواصل مطاردة فلولها. وكانت القوات المسلحة قد استعادت السيطرة على معظم ولاية سنار وعاصمتها سنجة في نوفمبر الماضي.
وبالتزامن مع التقدم العسكري في الخرطوم وسنار، شهدت الأسابيع الأخيرة تقلصاً ملحوظاً في مناطق سيطرة الدعم السريع في ولايات الخرطوم، الجزيرة، النيل الأبيض، شمال كردفان، سنار، والنيل الأزرق.
موقف قوات الدعم السريع
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع أنها حققت تقدماً في منطقة النيل الأزرق، في محاولة منها لإعادة التوازن العسكري على الأرض.
وفي تسجيل مصور، أكد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن قواته لن تغادر العاصمة الخرطوم أو القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه منذ اندلاع النزاع.
موقف الحكومة السودانية
بدوره، قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، إن تحركات قوات الدعم السريع ومساعيها لإنشاء حكومة موازية تهدف إلى عرقلة انتصارات الجيش وإضعاف التأييد الإقليمي والدولي المستمر للحكومة السودانية.
وأكد يوسف أن هذه الحكومة الموازية “ولدت ميتة” ولن يكون لها أي شرعية وسط الشعب السوداني.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار العمليات العسكرية، وسط مؤشرات على أن الجيش يقترب من استعادة السيطرة الكاملة على العاصمة والمناطق الاستراتيجية الأخرى، مما قد يغير مسار الصراع الدائر في السودان.