الدعم الكويتي الغير محدود لفلسطين إلى سلسلة من المبادرات الشعبية والمقاطعات الواسعة
الكويت تظل ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بجميع فئاتها، حيث لا تدخر وسيلة لتقديم الدعم، سواء كان ذلك دعمًا ماديًا أو معنويًا. منذ إطلاق عملية “طوفان الأقصى” ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، بادرت جمعيات خيرية كويتية بحملة “فزعة لفلسطين”، حيث تم جمع أكثر من 3 ملايين و261 ألف دينار كويتي (10 ملايين و540 ألف دولار) لدعم أهالي غزة.
تعزز هذه الجهود من تنظيم وقفات تضامنية من مختلف القوى السياسية والمؤسسات المجتمعية، بالإضافة إلى حملات مقاطعة للشركات والسلاسل التجارية التي تدعم الكيان المحتل، تحت شعار “هل قتلت اليوم فلسطينيا؟”، والتي حققت استجابة وتفاعل واسعين من جميع أطياف المجتمع الكويتي.
دعم مستمر
“حملة “فزعة فلسطين” تحقق نجاحاً هائلاً، حيث تم تقديم 35 طنًا من المواد الغذائية و65 طنًا من مستلزمات الرعاية الطبية، بالإضافة إلى 14 سيارة إسعاف (6 سيارات عادية و8 للعناية المركزة) عبر 6 رحلات جوية.
وفي هذا السياق، أكد عمر الثويني، المشرف العام على الحملة، أن باب التبرع لا يزال مفتوحًا ومتاحًا للجميع عبر الموقع الإلكتروني للجمعية الكويتية للإغاثة.
وقال الثويني للجزيرة نت: “نقوم بتنفيذ مشاريعنا في القطاعات الصحية والغذائية والإيوائية وتوفير المياه وغيرها في فلسطين، من خلال الشركاء المعتمدين في وزارة الخارجية الكويتية والجمعيات الخيرية المعتمدة هناك. نحن نعتني بتحسين الظروف المعيشية من خلال استخدام الموارد المتاحة في الأسواق المحلية بقطاع غزة”.
وأضاف: “قمنا بدراسة الوضع بعناية قبل تنفيذ أفكارنا، وفي إطار جهودنا، نظمنا حملة إضافية بعد “فزعة فلسطين” لمدة 12 ساعة في بداية نوفمبر، حيث تم جمع مليون دينار كويتي (3.3 مليون دولار) بالتعاون مع جمعية العون المباشر، والتي أطلقت الحملة لتحويل الأموال عبرنا لتنفيذ مشاريع محددة للدعم الإنساني.
مقاطعة دائمة
“على الرغم من استمرار المبادرات الشعبية التي تدعم نضال الشعب الفلسطيني، يرى البعض أن هناك حاجة للمزيد من الجهود بهدف تقديم الدعم اللازم.
يعبر نائب رئيس رابطة شباب لأجل القدس، راشد الطراروة، عن تطلعاته قائلاً: “نتطلع إلى زيادة عدد المبادرات التي تعبر عن دعمنا الكبير لإخوتنا في غزة، وهذا واجب علينا”.
ويضيف: “نعمل حالياً على الحصول على موافقة الجهات المعنية لتنظيم مسيرات تضامنية كبيرة، بالإضافة إلى استمرار الوقفات التضامنية في ساحة الإرادة بشكل دوري كل أسبوع. هناك أيضًا مبادرات من الجامعات والمدارس وبعض الوزارات والجمعيات الخاصة.”
وفيما يتعلق بحملة مقاطعة منتجات بعض الشركات وفروع بعض السلاسل التجارية العالمية التي أظهرت دعمها لإسرائيل، يؤكد الطراروة أن المقاطعة ليست مؤقتة وتستمر: “نحن في مسار المقاطعة المستدامة، نظرًا للوعي الكبير الذي نشأ بعد عملية ‘طوفان الأقصى’ في 7 أكتوبر الماضي، والذي أثر بشكل كبير على الوعي في الكويت والدول الأخرى.”
ويضيف: “لدينا أفراد يقاطعون بعض الشركات منذ حملة ‘سيف القدس’، ولكن الوعي ارتفع حاليًا بشكل كبير لدى شرائح واسعة من المجتمع الكويتي، خاصة بين الذين لم يكونوا يظهرون اهتمامًا كبيرًا سابقًا.”