الدويري: توسيع العمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان يهدف للسيطرة على المرتفعات ويواجه تحديات تضاريسية
رجّح الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن توسيع إسرائيل لعملياتها البرية في جنوب لبنان يهدف إلى السيطرة على المرتفعات ذات الأهمية التعبوية، متوقعًا أن تدخل القوات الإسرائيلية إلى “مناطق مواجهة أكثر منها مناطق مناورة برية”.
وفي حديثه لقناة الجزيرة، أوضح الدويري أن 5 فرق عسكرية إسرائيلية تشارك في التوغل البري بجنوب لبنان، إلا أن حجم القوات على الأرض لا يزال محدودًا، حيث لم تتجاوز التوغلات الإسرائيلية 1.5 كيلومتر داخل الأراضي اللبنانية.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية مساء الأحد بأن رئيس الأركان هرتسي هاليفي صادق على توسيع العمليات البرية جنوب لبنان، مشيرةً إلى أن الجيش الإسرائيلي سيعيد تقييم مواقعه في حال التوصل إلى اتفاق بشأن لبنان.
وأشار الدويري إلى أن المعارك جرت ضمن قطاعات ضيقة، وأن الجيش الإسرائيلي لم يستخدم كامل قوة الفرق العسكرية الخمس، إذ أن مساحة العمليات وطبيعة القتال في المنطقة لا تسمح بنشر قوات كبيرة.
والفرق المشاركة في التوغل تضم فرقًا ذات عدد كبير من الجنود وفق المعايير العسكرية، وتضم الفرقة الواحدة أكثر من لواء عسكري بما يزيد عن 10,000 جندي.
وأضاف الدويري أن غالبية القوات الإسرائيلية لا تزال جنوب الخط الأزرق، وهو ما يمنح الجيش إمكانية تطوير عملياته البرية لاحقًا. يُذكر أن الخط الأزرق يمتد على طول 120 كيلومترًا، ورُسم بواسطة الأمم المتحدة عام 2000 للتحقق من انسحاب إسرائيل من لبنان، لكنه ليس حدودًا دولية.
وأعرب الدويري عن اعتقاده أن أي تقدم إسرائيلي جديد سيتطلب دخول مناطق وصفها بأنها “مناطق مواجهة شديدة” بدلاً من أن تكون مناطق مناورة برية. وأكد أن توسيع العملية البرية سيستلزم السيطرة على خط القرى الحدودية الممتد من رأس الناقورة إلى الخيام، لتكون قاعدة انطلاق للعمليات المقبلة، مما يزيد من زخم المعركة الحالية بهدف تحقيق موطئ قدم لتطوير العمليات.
وأشار إلى أن طبيعة التضاريس في جنوب لبنان تفرض تحديات على المهاجم، حيث يتمسك المدافع بمواقعه على عكس ما هو الحال في قطاع غزة ذي الأراضي المفتوحة التي تسمح بحرية حركة الدبابات.
وأوضح الدويري أن “طبيعة الأرض والخطة العسكرية والطرق المحددة لتحرك الآليات غالبًا ما تفرض شكل المناورة البرية”. وأضاف أن إبعاد حزب الله شمال نهر الليطاني – إن تحقق – لن يمنع الحزب من استهداف تل أبيب ومناطق أخرى، حيث يمتلك الحزب صواريخ بمدى يصل إلى 300 كيلومتر يمكن إطلاقها من مناطق مثل الهرمل باتجاه تل أبيب.
ويمتد نهر الليطاني على مسافة 170 كيلومترًا من منبعه شرقًا إلى مصبه غربًا، ويبعد نحو 30 كيلومترًا عن الحدود مع إسرائيل.
يُذكر أن قرار هاليفي بتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان جاء في ظل أنباء عن تقدم في المفاوضات بشأن التوصل إلى تسوية ووقف للقتال، خلافًا لما أفادت به القناة الإسرائيلية الـ12.