تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي بين التقدم والمخاطر: هل يشكل تهديدًا حقيقيًا للبشرية؟

في مقال نشرته صحيفة “صباح” التركية، حذّر الكاتب فرحات أونلو من المخاطر التي قد يشكلها الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشرية، مشددًا على أن الخطر الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في الطريقة التي يستخدمها بها الإنسان.

ألزهايمر الذكاء الاصطناعي.. فقدان انتقائي للذاكرة؟

استهل الكاتب مقاله بطرح سؤال مثير على نموذج الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”، حيث تساءل عن إمكانية تعرض الذكاء الاصطناعي لحالة من “ألزهايمر الاصطناعي” نتيجة فقدانه التدريجي لبعض المعلومات مع تراكم البيانات الجديدة، كما يحدث مع الإنسان.

وجاء رد “شات جي بي تي” مؤكدًا أن هذا المفهوم ليس مجرد مسألة تقنية، بل يحمل أبعادًا أخلاقية ووجودية، متسائلًا: “هل يجب على الذكاء الاصطناعي أن ينسى معلومات معينة ليطوّر ذاكرة انتقائية كما يفعل البشر؟ وهل سيكون امتلاكه لذاكرة غير محدودة نعمة أم لعنة؟”.

الذكاء الاصطناعي.. اختراع بشري غير كامل

أشار الكاتب إلى وجود خطأ إملائي في ردّ “شات جي بي تي”، وهو ما اعتبره دليلًا على أن الذكاء الاصطناعي، في نهاية المطاف، ليس كيانًا معصومًا، بل منتج بشري يشوبه النقص مثل أي اختراع آخر.

ومع ذلك، يؤكد الكاتب أن البشر لن يتخلّوا عن تطوير الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما لم يتخلّوا عن الطائرات رغم مخاطر تعطلها، أو عن أي اختراع آخر سهل حياتهم منذ اختراع العجلة. لكنه حذّر في الوقت ذاته من أن عيوب الذكاء الاصطناعي قد تدفع العالم إلى “يوتوبيا مظلمة”، مشابهة لتلك التي صوّرتها أفلام مثل تيرميناتور وماتريكس.

الذكاء الاصطناعي.. أداة في صراعات المستقبل؟

توقع الكاتب أنه مع احتمالية اندلاع حرب عالمية بين عامي 2025 و2050، سيؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا فيها، ليس بإرادته، بل نتيجة استغلاله من قبل الدول والشركات الكبرى أو حتى نخبة عالمية تسعى للسيطرة.

وأشار إلى أن العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي ستحدد ملامح العالم بين عامي 2050 و2100، ليس فقط في الحروب، بل على المستوى الأخلاقي، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وهو مستقبل لن يشهده جيل اليوم، بل الأجيال القادمة التي قد تجد نفسها في عالم تحكمه قاعدة “الإنسان ذئب لأخيه الإنسان”.

التهديد الحقيقي: البشر أم الذكاء الاصطناعي؟

أكد الكاتب أن التهديد الحقيقي للبشرية سيظل كما كان عبر التاريخ، فئة صغيرة من الأشخاص الذين يسعون للهيمنة، لكن الاختلاف هذه المرة هو امتلاكهم لحليف قوي يتمثل في الذكاء الاصطناعي.

واختتم مقاله بتحذير من أن هذه الفئة ستعرض للعالم نسخة من الذكاء الاصطناعي تعاني من “ألزهايمر”، في حين ستحتفظ لنفسها بالإصدار الأكثر تقدمًا لخدمة مصالحها الخاصة، مما قد يعمّق فجوة السيطرة والهيمنة في المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى