اقتصاد

الذهب السوري أم التركي؟: تحديات وتوقعات في سوق الذهب السوري بعد العودة الكبيرة للاجئين

أي الذهب أفضل: السوري أم التركي؟ كان هذا السؤال محط اهتمامنا منذ أربع سنوات حين استفسرنا عن هذا الموضوع من صاغة أتراك وسوريين في أسواق الذهب بإسطنبول، حيث كانت هناك ظاهرة ملحوظة تتمثل في امتناع الصاغة الأتراك عن التعامل مع ما سمي بـ”الذهب السوري”، معتبِرين إياه من “الدرجة الثانية” مقارنة بالذهب التركي.

بدأت المشكلة مع اللجوء السوري الكبير إلى تركيا في عام 2011، حيث فوجئ معظم الصاغة الأتراك بأن السوريين القادمين معهم ذهب يحملونه، رغم أنه كان أرخص بحوالي 5% مقارنة بالذهب التركي. نشأ الخلاف بسبب اختلاف عيارات وأشكال الذهب، حيث يعتبر الأتراك أن الذهب القياسي (الستاندرد) هو من عيار 22 قيراطًا وهو فاتح اللون، بينما الذهب السوري القياسي من عيار 21 قيراطًا وله لون مائل إلى الحمرة، مما جعل الأتراك يترددون في التعامل معه لعدم اعتادهم على هذا العيار أو اللون.

اليوم، مع سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وعودة نحو 4 ملايين سوري إلى بلادهم من تركيا، من المتوقع دخول كميات من الذهب التركي إلى السوق السورية، سواء للتجارة أو كمدخرات شخصية للسوريين الذين امتلكوه خلال إقامتهم في تركيا على مدى 14 عامًا.

أما السؤال الحالي فهو: هل سيتعامل الصاغة السوريون مع الذهب التركي بنفس الرفض، خاصة أن عياراته تختلف عن المتداول في السوق السورية، وكذلك شكله ولونه؟ أم أنه سيدخل كمنافس قوي في السوق في الفترة المقبلة؟

توجهنا بهذا السؤال إلى صاغة سوق الحريقة في دمشق، حيث يشير الصائغ محمد السلوم إلى أن المشكلة ستكون محدودة، مشيرًا إلى أن السوريين قد افتتحوا محلات في تركيا لبيع الذهب السوري من عيار 21، وبالتالي ليس من المستبعد أن يتعاملوا مع الذهب التركي من عيار 22. وتوقع السلوم أن يتم إدراج سعر خاص للذهب التركي في السوق السورية، مشيرًا إلى إمكانية إقبال الزبائن على المشغولات التركية التي قد تجذب البعض بسبب تصميماتها الجديدة.

أما في ما يتعلق بسعر الذهب التركي وكيفية التعامل معه، قال الصائغ محمد النجار إنه سيتم التعامل مع الذهب التركي كأي نوع آخر من الذهب، حيث يتم أخذ عياره ودمغه من قبل النقابة قبل أن يصبح صالحًا للبيع. واعتبر النجار أن السعر سيكون متفقًا عليه بين البائع والمشتري، وربما يكون أعلى قليلًا من سعر الذهب السوري.

من جانبه، أكد إلياس شلهوب أن معظم الصاغة السوريين قد يعتبرون الذهب التركي من عيار 22 كذهب من عيار 21، وربما يتم “كسره” بالسعر المناسب. وأشار إلى ضرورة دمغ الذهب المستورد من الخارج من قبل النقابة قبل طرحه للبيع.

في النهاية، أكد فادي صحناوي، المسؤول عن مكتب الدمغة بنقابة صاغة دمشق وريفها، أن سوق الذهب السوري مرن ومنفتح على جميع أنواع الذهب وعياراته المختلفة، حيث تقوم النقابة بتسهيل عمليات الشراء والبيع، وتساعد الصاغة في معايرة الذهب المستورد والتأكد من مطابقته للمواصفات المعتمدة. وأضاف أن الذهب التركي سيتم معاملته وفق الإجراءات المتبعة، وقد يتم دمغه وإعادة بيعه في الأسواق السورية بعد التأكد من جودته.

زر الذهاب إلى الأعلى