الروائية الكورية الجنوبية هان كانغ: صدمة من الأزمة السياسية وفوز بجائزة نوبل وسط توترات وطنية
عبّرت الروائية الكورية الجنوبية هان كانغ، الفائزة بجائزة نوبل للآداب لعام 2024، عن “صدمتها” إزاء الأزمة السياسية التي تعصف ببلادها عقب محاولة الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية، وهي خطوة باءت بالفشل وأثارت جدلاً واسعًا.
خلال مؤتمر صحفي عقدته في ستوكهولم قبيل تسلمها الجائزة في 10 ديسمبر/كانون الأول، صرّحت هان كانغ بأنها، كغيرها من مواطنيها، “كانت مصدومة ومتابعة عن كثب للأحداث الجارية في كوريا الجنوبية”، مؤكدة تأثرها الكبير بالأوضاع السياسية الراهنة.
تُعرف هان كانغ برواياتها التي تتناول قضايا إنسانية وسياسية عميقة، مثل “النباتية” (The Vegetarian) و”الأبيض” (The White Book). وقد تأثرت كتاباتها بسنوات القمع العسكري التي شهدتها كوريا الجنوبية في الثمانينيات، وهو ما انعكس في روايتها الشهيرة “أفعال بشرية” (Human Acts) التي تناولت قمع انتفاضة غوانغجو عام 1980.
نشأت هان كانغ في مدينة غوانغجو، التي شهدت واحدة من أكثر المجازر السياسية دموية في تاريخ كوريا الجنوبية. وقد عُرفت بمواقفها المناهضة للأنظمة القمعية، لا سيما خلال رئاسة بارك غن هاي (2013-2017)، حيث وُضعت ضمن قائمة سوداء ضمت شخصيات ثقافية بارزة اتُهمت بانتقاد النظام.
في كلمتها، أعربت هان كانغ عن رفضها الاحتفال بجائزتها وسط الأزمات العالمية، مثل الحربين في غزة وأوكرانيا، وقالت: “لا يمكن اعتبار هذا الفوز مدعاة للاحتفال بينما يقتل الناس يوميًا”.
وعلى الصعيد السياسي، أثارت محاولة الرئيس يون فرض الأحكام العرفية توترات حادة. فقد أرسل قوات عسكرية ومروحيات إلى البرلمان لمنع النواب من التصويت لإلغاء القرار، مشيرًا في خطاب متلفز إلى أن هذه الخطوة جاءت لـ”حماية كوريا الجنوبية الليبرالية من تهديدات كوريا الشمالية الشيوعية”.
في المقابل، تقدمت المعارضة بمذكرة لعزل الرئيس يون سيتم التصويت عليها السبت المقبل، مع تصاعد الدعوات لتنحيه، بما في ذلك من زعيم حزبه الحاكم، هان دونغ-هون، الذي حذر من “خطر تكرار مثل هذه الأفعال المتشددة إذا استمر في منصبه”.
تتزامن هذه التطورات مع تسلم هان كانغ لجائزة نوبل، مما يضيف بعدًا إنسانيًا وسياسيًا مؤثرًا على المشهد الثقافي والسياسي في كوريا الجنوبية.