الأخبار العالميةتحقيقات

السودان: مأساة إنسانية جديدة في أم درمان وسط صراع دموي لا ينتهي

تواصل الحرب في السودان حصد مزيد من الأرواح، حيث تعرض سوق أم درمان، أحد أكبر الأسواق في ضواحي العاصمة الخرطوم، لقصف عنيف أودى بحياة 54 شخصًا وأصاب 158 آخرين بجروح، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة السودانية.

فوضى الحرب.. المدنيون في مرمى النيران

المشاهد التي وصفها الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، كريس لوكيير، تعكس عمق المأساة، حيث تحدث عن مستشفى “النو” الذي اكتظ بالمصابين وسط نقص حاد في الكوادر الطبية، بينما امتلأت المشرحة بالجثث، في مشهد مرعب يكشف عن حجم الدمار الإنساني الذي يخلفه النزاع المستمر منذ أبريل 2023.

وبحسب نقابة أطباء السودان – اللجنة التمهيدية، فإن النساء والأطفال كانوا الفئة الأكثر تضررًا من القصف، ما يؤكد أن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر في صراع لا يميز بين الأهداف العسكرية والمناطق المأهولة بالسكان.

نفي ومسؤولية ضائعة

فيما نفت ميليشيا الدعم السريع مسؤوليتها عن القصف، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها قصف على مناطق مدنية وسط الاتهامات المتبادلة بين الطرفين. ويأتي هذا الهجوم بعد أسابيع فقط من استعادة الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا التصعيد انتقامًا أو محاولة لفرض واقع عسكري جديد.

السودان بين الحرب والجوع

مع دخول النزاع شهره العاشر، تتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تسبب الصراع حتى الآن في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، في واحدة من أكبر موجات النزوح في إفريقيا. ومع تدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد، يواجه الملايين خطر المجاعة وسط انقطاع الإمدادات الإنسانية وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

إلى أين يتجه السودان؟

في ظل انعدام أي حلول دبلوماسية تلوح في الأفق، يبدو أن السودان يسير نحو مزيد من الفوضى، حيث يستمر الصراع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، دون أي مؤشر على توقف الحرب قريبًا. ومع استمرار الانتهاكات بحق المدنيين، يبقى السؤال الأكبر: كم من الأرواح ستُزهق قبل أن يجد السودان طريقه إلى السلام؟

زر الذهاب إلى الأعلى