الصداع النصفي في رمضان: الأسباب، الأعراض، وطرق التخفيف

يُعد الصداع النصفي، المعروف أيضاً بالشقيقة، من الحالات العصبية الشائعة التي يعاني منها عدد كبير من الأفراد، ويتميز بألم نابض أو خافق في أحد جانبي الرأس، وغالباً ما يكون مصحوباً بالغثيان، القيء، والتحسس من الضوء أو الصوت.
وخلال شهر رمضان المبارك، يلاحظ بعض الصائمين زيادة في وتيرة نوبات الصداع النصفي، نتيجة لتغير نمط الحياة وساعات الأكل والنوم، مما يساهم في تحفيز هذه النوبات.
تعريف الصداع النصفي
يُعرف الصداع النصفي بأنه نوع من أنواع الصداع الأولي، أي الذي لا يرتبط بمسبب عضوي محدد. ويشير الدكتور أيمن المومني، أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب، إلى أن أسبابه لا تزال غير معروفة بدقة، رغم تعدد النظريات الطبية التي تحاول تفسيره.
غالباً ما يصيب الصداع النصفي جانباً واحداً من الرأس، وقد ينتقل في بعض الأحيان من جهة إلى أخرى، وتختلف شدته من شخص لآخر.
من الأكثر عرضة للإصابة؟
يُعد الصداع النصفي أكثر شيوعاً بين النساء، إلا أن السبب وراء ذلك لا يزال مجهولاً. كما تتنوع أشكاله وأعراضه، إذ قد يظهر على شكل ألم نابض، أو وخز، أو حتى شعور شديد بالضغط.
الأعراض المصاحبة
يتميز الصداع النصفي بأعراض مميزة، تشمل:
- ألم نابض، عادة حول العين في الجهة المصابة
- حساسية مفرطة تجاه الضوء والصوت، وأحياناً تجاه الروائح
- أعراض مرافقة مثل: انتفاخ الجفن، زيادة الدموع، وسيلان الأنف
وقد تستمر النوبة الواحدة من 4 ساعات وحتى 72 ساعة.
الأسباب المحتملة
رغم عدم وضوح الأسباب الدقيقة، إلا أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً، خصوصاً في الأنواع المرتبطة بشلل نصفي مؤقت، والتي ثبت ارتباطها بجينات محددة.
كما يُعتقد أن بعض الأطعمة مثل الأجبان المعتقة، والشوكولاتة الداكنة، قد تحفز حدوث النوبات لدى بعض الأشخاص.
تشخيص الحالة
يُعتمد في تشخيص الصداع النصفي على الأعراض السريرية. ومع ذلك، وفي حال ظهور علامات غير مألوفة مثل:
- بداية مفاجئة وشديدة للصداع
- مصاحبة الصداع لأعراض عصبية كالتنميل أو الدوار
- فشل العلاج المعتاد في تخفيف الألم
يتم اللجوء إلى فحوصات إضافية كالتصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد أسباب أخرى.
تأثير الصيام على الصداع النصفي
يؤكد الدكتور المومني أن الصيام قد يؤدي إلى زيادة تكرار نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، نتيجة التغيرات الفسيولوجية والامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة.
ومن المهم التمييز بين “صداع الصيام” العابر، والصداع النصفي المزمن، حيث قد تتشابه الأعراض لكن تختلف الأسباب والعلاج.
عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالصداع أثناء الصيام:
- فصل السنة: الصيام في فصل الصيف يزيد خطر الجفاف مقارنة بالشتاء.
- انخفاض السكر في الدم: بعض الدراسات تربطه بتحفيز نوبات الصداع.
- مدة الصيام: طول النهار يزيد من فرصة التعرض للصداع.
طرق التخفيف من نوبات الصداع خلال رمضان
يقدّم الدكتور محمود المناصرة، أخصائي علاج الألم التداخلي والرعاية التلطيفية، عدداً من النصائح المهمة:
- التهيئة قبل رمضان: التقليل التدريجي من الكافيين لتفادي أعراض الانسحاب.
- الحصول على نوم كافٍ: قلة النوم تُعد محفزاً معروفاً للصداع.
- تجنب المحفزات: مثل الضوضاء، الإضاءة القوية، والتوتر.
كما يوصي بـ:
- شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف
- ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق
- استخدام كمادات باردة على الرأس عند بداية النوبة
النظام الغذائي المناسب
ينصح المناصرة بالتركيز على الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم كالمكسرات والخضروات الورقية، وتجنب:
- الأطعمة المالحة التي تسبب احتباس السوائل
- الجبن المعتق
- الشوكولاتة الداكنة
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينبغي استشارة طبيب مختص في الحالات التالية:
- زيادة شدة أو تكرار نوبات الصداع
- ظهور أعراض مقلقة مثل القيء المستمر، تغيرات في الرؤية، أو ضعف الأطراف
- عدم فعالية الأدوية المعتادة
في مثل هذه الحالات، من الضروري إعادة تقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة لضمان الراحة والسيطرة على الأعراض.