الأخبار العالمية

القصر الرئاسي بدمشق يتحول إلى مزار بعد سقوط نظام الأسد: آثار الفساد والدمار في قلب العاصمة

تحول القصر الرئاسي في حي المهاجرين بدمشق، عقب سقوط نظام بشار الأسد الأحد الماضي، إلى مزار للسوريين الذين احتفلوا بسقوط حكم استبدادي استمر لخمسة عقود. مع تجوال المدنيين في أروقة القصر، عثروا على آثار من الأيام الأخيرة للرئيس الهارب الذي استخدم التعذيب، القصف، والأسلحة الكيميائية لتهديد شعبه.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، امتلأ مكتب الأسد المهجور بأقراص “البنزوديازيبين” المضادة للقلق، بينما كانت الأوراق مبعثرة على الأرض. كما تم العثور على كتاب عن تاريخ الجيش الروسي، خريطة لشمال شرق سوريا، وسيرة ذاتية للأسد. كما ظهرت خريطة للجولان السوري المحتل وصور تم تمزيقها للأسد وعائلته، في مشهد يرمز إلى هزيمة النظام، وفقًا للصحيفة.

صحيفة نيويورك تايمز أفادت أنه في أحد المكاتب، وجدوا طاولة عليها فنجان قهوة نصف منتهٍ، وعشرات أعقاب السجائر، وجهاز تحكم عن بعد، مما استحضر صورة الأسد وهو يشاهد أخبار تقدم الفصائل المسلحة على التلفزيون وهو يدخن بعصبية.

ورغم الدمار الذي حل بالقصر، لا يزال السجاد الأحمر يزين الممرات الواسعة، بينما تزين الثريات الضخمة غرف الاستقبال المزخرفة المملوءة بالأثاث الدمشقي الفاخر. في إحدى الغرف، عثروا على حمام خاص ببثينة شعبان، مستشارة الأسد لعقود، مع صور مؤطرة لاحتفال بعيد ميلادها السبعين.

كما تم العثور على غلاف مؤطر من مجلة تايم يعود لعام 1983 يظهر فيه والد الأسد بعنوان “سوريا: الصدام مع الولايات المتحدة والسعي إلى دور أكبر”.

ويحتوي القصر على غرفتين مخصصتين لاجتماعات مجلس الوزراء، واحدة فوق الأرض والأخرى تحتها، حيث يبدو أن الغرفة تحت الأرض كانت مصممة للتحصين في الأيام الأخيرة للأسد. في الطابق الثالث تحت الأرض، تم العثور على لوحات نحاسية تحدد أماكن الجلوس لوزير الدفاع والقادة العسكريين، مع تصنيف الأسد كقائد عام.

تبلغ مساحة القصر نحو 95 كيلومترًا مربعًا، وكان يقع داخل مجمع محصن يمتد على 1539 كيلومترًا مربعًا، ويضم مستشفى خاصًا ومقرًا للحرس الجمهوري، كما أوردت نيويورك تايمز. تم تصميم القصر من قبل المعماري الياباني كينزو تانغ وافتُتح في عام 1990 خلال حكم والد الأسد.

وكان السوريون قد اقتحموا في الأيام الماضية جميع القصور التي يملكها الأسد وعائلته في دمشق واللاذقية، ونشروا عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا تكشف الرفاهية التي كانت تتمتع بها عائلة الأسد بينما كان الشعب يعاني من الفقر.

زر الذهاب إلى الأعلى