رأي آخر

القمة العربية تتوصل لموقف عربي موحد ضد التهجير وتضع أفقا زمنيا لإعادة إعمار قطاع غزة

عُقدت في القاهرة يوم الثلاثاء، 4 مارس 2025، قمة عربية طارئة جمعت القادة العرب لمناقشة التحديات الراهنة في المنطقة، وعلى رأسها الأزمة الإنسانية في غزة والأوضاع في سوريا. هدفت القمة إلى توحيد المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والإنسانية المتزايدة.

أبرز مخرجات القمة:

  1. الأزمة في غزة:
    • وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار: تبنّت القمة مبادرة مصرية لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وفتح المعابر لتقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى خطط طويلة الأمد لإعادة إعمار القطاع بتمويل عربي ودولي.
    • رفض الحلول الفردية: أكد البيان الختامي للقمة رفض أي حلول فردية للأزمات، مثل “صفقة القرن”، والدعوة إلى مؤتمر دولي لإحياء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.
  2. الأزمة السورية:
    • دعم العملية السياسية: شددت القمة على ضرورة وضع آلية عربية موحدة للتعامل مع الوضع السوري، تشمل دعم المساعي الدبلوماسية لدفع العملية السياسية، ومعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة، مع التأكيد على احترام وحدة الأراضي السورية.
  3. التحديات الإقليمية:
    • أمن الخليج وأثر الحرب الأوكرانية: ناقشت القمة التحديات الأمنية في الخليج العربي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بسبب الملف النووي الإيراني، وتداعيات الحرب الأوكرانية على أمن الطاقة العالمي.

مدى نجاح القمة في توحيد الصف العربي:

أظهرت القمة التزامًا جماعيًا بتوحيد المواقف العربية تجاه القضايا الإقليمية الملحة، خاصة فيما يتعلق بدعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض المخططات التي تستهدف وجوده. كما أكدت على أهمية الحلول العربية المشتركة بعيدًا عن التدخلات الخارجية، مما يعزز من مكانة الصف العربي في مواجهة التحديات.

ردود الفعل الإسرائيلية وإمكانية تغيير الحسابات:

في أول تعليق لها على مخرجات القمة، انتقدت إسرائيل البيان الختامي، معتبرة أنه “فشل في معالجة الواقع بعد 7 أكتوبر 2023” ويبقى “مرتبطًا برؤى قديمة”. كما أعربت عن استغرابها من عدم الإشارة إلى الهجوم الذي نفذته حركة حماس، والذي وصفته بـ”الإرهابي والوحشي”.

بالنظر إلى هذه الردود، يبدو أن إسرائيل قد لا تُقدم على تغيير فوري في سياساتها أو حساباتها الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن توحيد الموقف العربي وتبني مبادرات مشتركة قد يشكل ضغطًا دبلوماسيًا وسياسيًا على إسرائيل في المحافل الدولية، مما قد يدفعها إلى إعادة النظر في بعض سياساتها المستقبلية.

خاتمة:

شكلت قمة القاهرة خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة العربية في مواجهة التحديات المشتركة. ورغم الانتقادات الإسرائيلية، فإن الموقف العربي الموحد قد يسهم في إعادة التوازن إلى المشهد الإقليمي، ويعزز من قدرة الدول العربية على التأثير في مجريات الأحداث بما يخدم مصالحها وقضاياها العادلة.

زر الذهاب إلى الأعلى