الأخبار العالمية

المعارضة السورية تستعيد مناطق واسعة في حلب وإدلب وتغلق مطار حلب

تمكنت الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية خلال 48 ساعة من السيطرة على مناطق وسط مدينة حلب وأخرى في ريف إدلب شمال غربي البلاد، في هجوم يُعد الأضخم من نوعه منذ خمس سنوات. على إثر ذلك، أغلقت السلطات السورية مطار حلب وألغت جميع الرحلات.

وأعلنت المعارضة سيطرتها على معالم بارزة في حلب، منها قلعة حلب والجامع الأموي، إلى جانب العديد من أحياء المدينة، وفرضت حظر تجول مؤقتًا لضمان سلامة المدنيين. كما أفادت المعارضة بأنها تعتزم تأمين المدينة عسكريًا وأمنيًا خلال ساعات، تمهيدًا لإعلان التحرير الكامل.

معركة “ردع العدوان” وتقدم المعارضة

الهجوم يأتي في إطار معركة “ردع العدوان” التي أطلقتها المعارضة ردًا على ما وصفتها باعتداءات متزايدة من قبل النظام. وأسفر الهجوم عن سيطرة المعارضة على مواقع استراتيجية، من بينها مبنى محافظة حلب والقصر البلدي ومقر قيادة الشرطة وجامعة حلب، إلى جانب مراكز عسكرية أخرى في المدينة.

وفي ريفي حلب الغربي والجنوبي، أكدت المعارضة أنها سيطرت على نحو 70 بلدة وقرية وموقعًا عسكريًا. كما تمكنت من الاستحواذ على مدينة سراقب الاستراتيجية في إدلب، التي تمثل نقطة التقاء بين طريق حلب-دمشق الدولي وطريق اللاذقية-حلب.

رد النظام السوري وحلفائه

على الجانب الآخر، أفادت مصادر عسكرية سورية بأن الجيش أغلق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة حلب وأصدر تعليمات بسحب القوات من المناطق التي سيطرت عليها المعارضة. وفي الوقت نفسه، شنت مقاتلات النظام غارات على أحياء حلب الجديدة ومناطق أخرى، بينما أعلنت وزارة الدفاع السورية استعادة بعض النقاط التي فقدتها.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية مقتل 200 عنصر من المعارضة خلال يوم واحد، مشيرة إلى أن الوضع في حلب وإدلب يتدهور. كما أشارت إلى دعمها للجيش السوري لمواجهة “الجماعات المسلحة”.

ردود فعل دولية وإقليمية

على الصعيد الإقليمي، أعربت تركيا عن قلقها إزاء التصعيد العسكري وتأثيره على المدنيين، مؤكدة أن الهجمات على إدلب تُضعف تنفيذ اتفاقيات أستانا. أما إيران، فقد وصفت التحركات الأخيرة للمعارضة بأنها جزء من “مخطط أميركي صهيوني”، مؤكدة التزامها بدعم النظام السوري مع حلفائها.

يذكر أن الدعم العسكري والسياسي المقدم من روسيا وإيران للنظام السوري منذ 2011 ساعد دمشق على استعادة أجزاء واسعة من الأراضي التي فقدتها خلال السنوات الأولى من النزاع.

زر الذهاب إلى الأعلى