صحة

النسيان: آلية طبيعية تعزز وظائف الدماغ وتساهم في التكيف مع المعلومات الجديدة

يُعتبر النسيان جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وغالبًا ما يُنظر إليه كعلامة على ضعف الذاكرة أو مؤشر على وجود مرض ما. إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن النسيان قد يكون له دور أساسي في تحسين وظائف الدماغ وتعزيز قدرتنا على التكيف مع المعلومات الجديدة.

وفقًا لما أشار إليه موقع “لايف ساينس”، فإن النسيان يمكن أن يحدث نتيجة لعدة أسباب، أبرزها أن الذكريات تتلاشى بشكل طبيعي، كما أكّد عالم النفس الألماني هيرمان إبينغهاوس في القرن الـ19 من خلال “منحنى النسيان”، الذي يوضح كيف ينسى معظم الأشخاص تفاصيل المعلومات الجديدة بسرعة.

ومن جانبه، يرى إريك كاندل، عالم الأعصاب الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 2000، أن الذكريات تتشكل عندما تتقوى الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ. وقد يساعد النسيان في تعزيز هذه الروابط من خلال إضعاف التفاصيل غير المهمة، مما يسمح بتخزين معلومات أكثر أهمية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الكاتبان إلى أن النسيان قد يكون نتيجة لتغييرات في قدرتنا على استرجاع الذكريات بدلاً من فقدانها بالكامل، حيث يمكن استعادة الذكريات المنسية عبر تقوية الروابط العصبية. وقد تُمثل ظاهرة “طرف اللسان” مثالًا على ذلك، حيث يعجز الشخص عن تذكر كلمة معينة، ولكن بمجرد أن يتذكر الحرف الأول منها، تتضح الكلمة كاملة.

وفي النهاية، يبقى النسيان آلية فعالة تساهم في تحسين الأداء العقلي، إلا أن ذلك لا ينطبق على الحالات المرضية التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة بشكل كامل، مثل مرض ألزهايمر.

زر الذهاب إلى الأعلى