انتبهوا ياسادة فلن يقتلنا عدو سوى أنفسنا
لا يخفي علي المتتبع لاحوالنا شيوع مظاهر الفسادوتنوع أشكالها ’فالرشوة والمحسوبية وإقصاء الكفاءات المؤهلة ،والمحاباة واستغلال الممتلكات العامة،والوساطة واستغلال النفوذ وعدم الإلتزام بمواعيد الدوام الرسمي،والإبتزاز والاستيلاء علي المال العام ممارسات يدركها’حتي القصر وترددها العامة والخاصة ومع ذلك يسيطر الخوف علي الجميع فلا خصوصية بعدما أحاط النظام رموزه وتصرفات مفسديه بالحصانة ’حنما أصدر قانون حماية الرموز .
إن تصرفات المفسدين لا يمكن تفسيرها الا بكونها ترجمة لمبدأ :”جوع كلبك يتبعك “
وأرى أن هذا الخنوع عائد فى جزء منه الي ما قبل تأسيس الدولة حيث ظل الإقليم مقسمابين جماعات الشوكة تحت مسمي إمارات’كل إمارة تضع غرامة علي من ينتجعون فى حيزها الترابي ،بل وتجبر هؤلاء المعروفين عندهم(بمربي المواشي) علي أن لا يحملوا السلاح وان هم حملوه يقتصر علي اصطياد الغزلان ليأكلها الظالم .
ظل. الحال علي هذا النحو إلي أن دخل المستعمر الذي أبرم صفقة مع الرموز يتولون بموجبها مواصلة جمع الغرامات لفرنسا علي أن يعطون جزءا منها وكوميات يرافقونهم لعقاب من تردد .
ولمااضطر المستعمر لإعطاء الاستقلال لمستعمراته ليعزز من وجوده داخل الأ مم المتحدة
رفض المنتفعون من الغرامات والإكرامياتذالك ’ وقد ظهر ذلك فى مؤتمر الاك’ وبعد الاستقلال المشروط ألقي الدستور الذي وضعه المستعمر والذي يسمح بالتعددية الحزبية’ وتشكيل الجرائد الجرائد ولم تجدسلطات التاسيس. بدامن عقد زواج كاتوليكي بين الدولة (المولود الخداج وبين القبيلة) ذلك الزواج القائم حالا والذي أعاق العبور بين الشرعيات .الشرعية القائمة علي الدستور والقوانين وتلك التقليدية مما أصبح معه وجودطبقة وسطي أمرا مستحيلا عزز من استقالته غياب العدالة الاجتماعية ووسط تخلي المثقفين عن دورهم التنويري والإصلاحي لمصلحة دور تبريري منافق مما ادي الي انقسام المجتمع الي قطاعين متعارضين بسبب عدد من رجال الأعمال الذين انفتح لهم كل راس مال المجتمع .
وقطاع يعاني من الشقاء وارتفاع الأسعار الجنوني غير المتناسب مع دخولهم وهنا الخطورة التي لا يهتم بها أحد فإذا اكتسب هؤلاء الوعي وعرفوا سبب شقائهم بشكل جيد فسيحدث الصراع الإجتماعي بين طبقتين ضاعت بينهما طبقة وسطي كانت ستشكل عائقا مانعا للتصادم مما سيشكل خطورة علي الأمن وقد أدي غياب الطبقة الوسطي إلى الانحلال الأخلاقي وظهور ظواهر أخلاقية منحرفة من تحرش واغتصاب وتجارة مخدرات وسلاح وإدمان وفقد الانتماء للبلد والسرقة.
وتسبب ذالك التطرف الديني والعلماني باسم الغرب والانغماس فى الحضارة الغربية وظهور قيم الانتهازية التي تعلي من شأن المصلحة الخاصة علي العامة نتيجة عدم شعور المواطن بالعدالة الاجتماعية فلم يعد بهمه الخراب لانه لم يحصل علي نصيبه من الثروة الوطنية التي يري آخرين يرفلون فيها.
فسيهون عليه إذا غرق السفينة ومن فيها جميعا.
سيظهر ضعف التماسك الاجتماعي وحالة الحقد والتحاسد الي درجة تقلق رجال الأعمال علي أموالهم وهنا على رجال الأعمال رغم فسادهم إدراك خطورة المرحلة المقبلة التي بدأت ملامحها تظهر ليستعدوا للمساهمة فى التنمية المجتمعية الحقيقية غير المستغلة وكل ما سبق ستكون له نتيجة واحدة تتمثل فى ضعف قدرة الدولة والنظام فى نعبئة مواطنيها للوقوف إلي جانبها وتحقيق المصالح المشتركة .
فهل يدرك المغيبون خطورة ما تمر به البلاد من وضع يهدد الجميع إذا ترك الأمر الاقتصادي والسياسي يسير بهذا المشهد ؟
إنه خطر قادم لامحالة فانتبهوا ياسادة’ فلن يقتلنا عدونا بل سنقتل أنفسنا .
والمثل الحساني يقول ( ال اعشاه واعشاك فكدح لا تترك ادفك)
الكاتب : حمادي ولد آباتي