رأي آخر

انتخابات رئاسة البنك الإفريقي للتنمية: معركة مفصلية ومرشح الجمهورية في صدارة المنافسة


تتجه الأنظار نحو الانتخابات القادمة لرئاسة البنك الإفريقي للتنمية، في واحدة من أكثر المنافسات حدة وتأثيرًا على مستقبل التنمية الاقتصادية في القارة. يتنافس خمسة مرشحين على قيادة هذه المؤسسة المالية الكبرى، وسط تحالفات إقليمية ودولية معقدة، وصراع نفوذ بين الدول الأعضاء.

آلية انتخاب رئيس البنك الإفريقي للتنمية

يتم انتخاب رئيس البنك من قبل مجلس محافظي البنك الإفريقي للتنمية، والذي يضم ممثلين عن 81 دولة عضو، وغالبًا ما يكونون وزراء المالية أو محافظي البنوك المركزية أو من ينوب عنهم. غير أن التأثير الحقيقي يمتد إلى مستويات أعلى في هرم السلطة داخل كل دولة، بالإضافة إلى القوى الكبرى الداعمة للبنك وجماعات الضغط الاقتصادية داخل القارة.

الدعم الرسمي لمرشح الجمهورية

في خطوة غير معتادة، أعلنت الجمهورية الإسلامية دعمها العلني والرسمي لمرشحها، الدكتور سيدي ولد التاه، في رسالة واضحة تؤكد وقوف الدولة بكل ثقلها خلفه. ويعد هذا التحرك مؤشراً قوياً على جدية الترشح، وتوظيف كامل الأدوات الدبلوماسية والسياسية لضمان الفوز.

تحالفات الجولة الأولى: مؤشرات أولية

منذ إعلان قائمة المرشحين، بدأت التحالفات تتشكل. حصل مرشح الجمهورية على دعم من دول الجزائر، ساحل العاج، تونس، الكونغو برازافيل، وإيطاليا، بينما حاز مرشح السنغال دعم المغرب والغابون. ورغم هذا التقدم، يبقى الحذر مطلوباً، فالمعركة لم تحسم بعد.

ثلاث ملاحظات استراتيجية

  1. صعوبة الحسم من الجولة الأولى: لكل مرشح نقاط قوة وضعف تختلف باختلاف مصالح الدول الداعمة.
  2. المرشح السنغالي سيتجه لدعم مرشحنا: التحالف التاريخي مع موريتانيا يحفز المغرب والسنغال على الانضمام لمعسكر مرشحنا لاحقًا.
  3. الموقف المصري بالغ الأهمية: الحوار الصحفي الذي نُشر بالتزامن مع زيارة الرئيس الزامبي إلى القاهرة يعكس دعماً محتملاً للمرشح الزامبي، وهو ما يستوجب من حملة مرشحنا اليقظة في التعامل مع هذا المعطى، نظرًا لقوة مصر الدبلوماسية وعلاقاتها الإفريقية الواسعة.

قراءة في مشهد التنافس: شوط ثانٍ متوقع

من المرجح أن يتجه السباق نحو جولة ثانية بين مرشح الجمهورية والدكتور الزامبي، المدعوم من مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (SADC)، رغم تباين مواقف دول المجموعة. وتبقى مرشحة جنوب إفريقيا هي الأبرز بين المنافسين الآخرين، بسبب خبرتها داخل أروقة البنك نفسه، وهي ميزة يتقاسمها معها الدكتور سيدي ولد التاه، رئيس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، ما يعزز فرصه بشكل كبير.

توصيات المرحلة القادمة

  • تكثيف العمل الدبلوماسي واللقاءات الثنائية مع الدول المترددة.
  • استثمار قوة الإعلام والتأثير الناعم لتسويق الكفاءة الاستثنائية للمرشح.
  • مراقبة التغيرات الإقليمية والتحولات في المواقف عن كثب.

الختام: الأمل معقود على وعي استراتيجي

تبقى الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد مصير هذا السباق. نأمل أن تستثمر حملة مرشحنا كل الإمكانات المتاحة لتعزيز فرصه في الفوز، سواء في الجولة الأولى أو الثانية.

فالرهان كبير، والموقع المستهدف هو مفتاح تنموي استراتيجي لمستقبل إفريقيا.

موعد التصويت الحاسم: 29 مايو 2025.


زر الذهاب إلى الأعلى