صحة

باحثون يبتكرون وسيلة جديدة لعلاج سرطان الرئة باستخدام الجزيئات المضادة للحمض النووي الريبوزي

حقق فريق من الباحثين تقدمًا كبيرًا في علاج سرطان الرئة من خلال تطوير طريقة مبتكرة لإعادة توجيه الجزيئات الصغيرة التي تطلقها الخلايا. هذه الجزيئات تم استخدامها كمنصات لنقل أدوية تحتوي على جزيئات مضادة للحمض النووي الريبوزي، مستهدفة خلايا السرطان في الرئة، مما يساهم في إبطاء تطور المرض.

جهود بحثية متعددة التخصصات
أجريت الدراسة بالتعاون بين معهد علوم السرطان في سنغافورة (CSI Singapore) بجامعة سنغافورة الوطنية، ووكالة العلوم والتكنولوجيا والبحث (A*STAR)، والمركز الوطني للسرطان، وكلية ديوك-إن يو إس للطب. قاد الفريق الدكتور مين لي من معهد الطب الرقمي، بالتعاون مع قسم علم الأدوية في كلية طب يونغ لو لين بجامعة سنغافورة الوطنية.

سرطان الرئة وعلاجه المبتكر

يُعد سرطان الرئة، خاصة النوع المعروف بسرطان الرئة غير صغير الخلايا، السبب الرئيسي لوفيات السرطان عالميًا والثاني من حيث الانتشار. ويواجه الأطباء تحديًا كبيرًا بسبب تطور مقاومة الأدوية الناجمة عن الطفرات السرطانية، مما يزيد من الحاجة إلى ابتكار علاجات جديدة وفعالة.

في دراسة نشرت بمجلة eBioMedicine في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، استخدم الباحثون الجزيئات المضادة للحمض النووي الريبوزي كوسيلة لمواجهة مقاومة الأدوية وتطوير الطب الدقيق. يمكن لهذه الجزيئات أن ترتبط بجزء محدد من الحمض النووي الريبوزي لتثبيط النشاط غير الطبيعي للخلايا السرطانية.

الطب الدقيق: علاج مخصص لكل مريض

يركز الطب الدقيق على تصميم علاجات تستهدف خصائص السرطان الفردية لكل مريض، مما يختلف عن النهج التقليدي واسع النطاق. يُظهر سرطان الرئة غير صغير الخلايا مرونة في تطوير مقاومة الأدوية، لكن الجزيئات المضادة للحمض النووي الريبوزي تُعتبر أداة مرنة يمكن تخصيصها للتعامل مع الطفرات الفريدة للسرطان.

تقنيات توصيل الدواء

رغم إمكانيات الجزيئات المضادة للحمض النووي الريبوزي، تواجه تحديًا في تحللها السريع داخل مجرى الدم، مما يقلل من فاعليتها. لمعالجة هذه المشكلة، لجأ الباحثون إلى استخدام الحويصلات خارج الخلية المشتقة من خلايا الدم الحمراء البشرية لنقل الجزيئات العلاجية مباشرة إلى موقع الورم.

نتائج مشجعة

أظهرت التجارب أن الحويصلات المحملة بالجزيئات المضادة للحمض النووي الريبوزي كانت فعالة في مكافحة الخلايا السرطانية في نماذج مختبرية، بما في ذلك خلايا مستمدة من مرضى.

تصريحات الباحثين
قال الأستاذ المشارك تام واي ليونغ، نائب المدير التنفيذي لمعهد الجينوم في سنغافورة وأحد المشاركين في الدراسة:

“الاستخدام المبتكر للحويصلات خارج الخلية كوسيلة لنقل العلاجات النووية يمثل خطوة واعدة نحو علاج الأورام”.

وأضاف:

“إن القدرة على استهداف الخلايا السرطانية بدقة مع الحفاظ على الأنسجة السليمة تُمكن من تقديم علاج مخصص لكل مريض، مما يُحدث نقلة نوعية في معالجة مقاومة الأدوية وتطبيق الطب الشخصي”.

هذا الاكتشاف يُعد خطوة مهمة نحو تحسين علاجات السرطان والانتقال إلى مرحلة أكثر دقة وفعالية في مواجهة هذا المرض.

زر الذهاب إلى الأعلى