باكستان تشهد إقبالًا قويًا على سنداتها السيادية بفضل ارتفاع العوائد واستقرار العملة
تشهد باكستان إقبالًا كبيرًا على سنداتها السيادية، وهو ما يُعد الأفضل منذ خمس سنوات، وذلك بفضل ارتفاع العوائد واستقرار العملة نتيجة لتحسن بيئة الاقتصاد الكلي، وفقًا لوكالة بلومبيرغ.
وحسب البيانات الصادرة عن البنك المركزي الباكستاني، بلغت التدفقات الصافية إلى أذون الخزانة 875 مليون دولار في عام 2024، مما يمثل تحولًا ملحوظًا بعد أربع سنوات متتالية من التدفقات الخارجة، التي بلغت 1.4 مليار دولار.
وتشير بلومبيرغ إلى أن ثقة المستثمرين قد تعززت في قدرة باكستان على سداد ديونها، بفضل دعم صندوق النقد الدولي. حصلت إسلام آباد على هذا القرض مقابل إقرارها بإصلاحات واجهت معارضة شعبية واسعة، منها توسيع قاعدة الضرائب المنخفضة بصورة مزمنة.
وتهدف الحكومة إلى زيادة الإيرادات الضريبية بنسبة 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2025، و3% من الناتج المحلي الإجمالي خلال برنامج الإنقاذ. كما تسعى الحكومة إلى خفض العجز المالي بنسبة 1.5% ليصل إلى 5.9% في العام المقبل، استجابةً لمطلب رئيسي آخر من صندوق النقد الدولي.
وتتراوح عوائد أذون الخزانة في البلاد بين 16% و17%، مما يجعلها من بين الأعلى في آسيا، حسبما ذكرت الوكالة. وفي هذا السياق، أشار سليمان رفيق مانيا، مدير ثروة مستقل في كراتشي، في مقابلة مع بلومبيرغ، إلى أن “المستثمرين يرون استقرار العملة وارتفاع أسعار الفائدة، مما يجذبهم إلى باكستان”.
وفي سياق زيادة جاذبية باكستان، زار وفد من “جيه بي مورغان” البلاد الشهر الماضي، حيث التقى مع وزير المالية محمد أورنغزيب، لمناقشة فرص الاستثمار في أذون الخزانة، مؤكدًا دعم الحكومة لهذه الاستثمارات.
وبالتزامن مع هذا التحسن، ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي في باكستان إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين، بعد موافقة صندوق النقد الدولي على حزمة قرض جديدة بقيمة 7 مليارات دولار الشهر الماضي.
كما شهد مؤشر الأسهم الرئيسي في البلاد أداءً استثنائيًا، حيث ارتفع بنسبة 73% خلال الأشهر الـ12 الماضية، مما يجعله الأفضل أداءً في العالم. وحققت السندات الدولارية عوائد تقارب 40% هذا العام، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبيرغ.
تأتي هذه التطورات الإيجابية في ظل تباطؤ معدل التضخم وارتفاع احتياطيات الدولار، مما يعزز استقرار الاقتصاد الباكستاني، ويجعل من أذون الخزانة المحلية فرصة جذابة للمستثمرين الأجانب.