الأخبار العالمية

بريطانيا تكشف عن مخطط روسي لاستهداف سفن في البحر الأسود، في حين تعلن موسكو تقدمها شرق أوكرانيا

كشفت بريطانيا عن مخططات روسية مزعومة لاستهداف سفن مدنية في البحر الأسود، حيث تشير المعلومات إلى أن الجيش الروسي قد يتحرك لاستهداف منشآت تصدير الحبوب الأوكرانية والسفن المدنية. أفادت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة بأن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتلك المعلومات خلال مكالمة هاتفية بينهما.

وقد أعرب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن تحذيره لروسيا بعدم استهداف سفن مدنية في البحر الأسود والتوقف عن احتجاز الإمدادات الغذائية العالمية رهينة. وأشار إلى أهمية العودة إلى الاتفاق السابق، اتفاق إسطنبول لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

وفي تطورات أخرى، أكدت المعلومات البريطانية وجود المزيد من الألغام البحرية التي نصبتها روسيا عند مداخل الموانئ الأوكرانية، وتتفق مع التقييم الأميركي بأن ذلك جهد منسق لتبرير أي هجمات محتملة على السفن المدنية وتحميل أوكرانيا مسؤولية الأمر.

يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات والاشتباكات في المنطقة، حيث أعلنت موسكو أن قواتها تقدمت مسافة كيلومترين في شرق أوكرانيا خلال 24 ساعة الأخيرة. وقد وجّهت الولايات المتحدة رسائل تحذيرية مماثلة في الأيام الماضية بخصوص احتمال شن هجمات على السفن المدنية وزرع ألغام بحرية.

هذه التطورات تزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة وتثير مخاوف المجتمع الدولي حيال تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي والعالمي.

هجوم أوكراني

أعلنت روسيا -أمس الثلاثاء- عن صدها هجوما بزورقين مسيّرين أوكرانيين على إحدى سفنها الحربية في البحر الأسود.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت هجوما ليليا بزورقين مسيّرين كانا يستهدفان سفينة الدورية “سيرغي كوتوف” في البحر الأسود، وتمكنت من تدميرهما عندما كانا على مسافة تتراوح بين 800 وألف متر من السفينة. وأفادت الوزارة أن السفينة لم تتعرض لأي أضرار وتواصل أداء مهامها في مراقبة الملاحة في المنطقة.

ومن جانبها، أوردت وكالة إنترفاكس الروسية أن حركة الملاحة البحرية في خليج سيفاستوبول على البحر الأسود استؤنفت بعد تعليقها لفترة قصيرة. يُذكر أن هذه المنطقة تقع جنوب غربي شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا لأراضيها منذ عام 2014.

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، بأن واشنطن لا تدعم شن هجمات أوكرانية داخل روسيا، وذلك ردًا على تقارير عن عملية خاصة نفذتها أوكرانيا بطائرات مسيّرة على العاصمة الروسية موسكو.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، ويُتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعات متتالية بخصوص الوضع في أوكرانيا الأربعاء.

تطورات ميدانية

في وقتٍ يتواصل فيه التصاعد في التوترات، تشهد المحاور الشرقية والجنوبية في أوكرانيا استمرار المواجهات بين الجيشين الروسي والأوكراني، مع استمرار المحاولات الأوكرانية لكسر الخطوط العسكرية الروسية، وتقترب هذه المحاولات من نهاية شهرها الثاني.

وفي سياق التصعيد، يستمر التبادل بين الجانبين بالاتهامات حول استخدام القنابل العنقودية؛ حيث اتهمت الإدارة العسكرية الأوكرانية في دونيتسك القوات الروسية باستخدام القذائف العنقودية في قصف المدنيين، ما أدى إلى سقوط ضحايا، بينهم أطفال.

وعلى خلفية تصاعد الأحداث، قام مجلس الدوما الروسي (البرلمان) بتبني قانون يُقضي برفع سقف سن الاستدعاء للخدمة العسكرية في روسيا من 27 عامًا إلى 30 عامًا.

تستمر الأوضاع المعقدة والتصاعد في التوترات في المنطقة في محيط غموض وتحديات تتطلب حلاً سلميًا ومستدامًا. ويبقى المجتمع الدولي على أهبة الاستعداد لمتابعة التطورات وبذل الجهود الدبلوماسية للحيلولة دون تصاعد الصراع وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

في تطورات أحداث الصراع في شرق أوكرانيا، أعلن الجيش الروسي عن تقدمه بمسافة كيلومتر واحد خلال الـ 24 ساعة الأخيرة في المنطقة القريبة من ليمان، والتي تُعَدُّ مركزاً للسكك الحديدية، وكانت قد استعادتها القوات الأوكرانية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أن “قواتنا حققت تقدماً كاملاً بعمق يصل إلى كيلومتر واحد وبطول 4 كيلومترات على جبهة القتال” باتجاه ليمان. وأوضح البيان أن الجيش الروسي سيطر على بلدة سيرغييفكا خلال هذه العمليات المضادة الناجحة.

جدير بالذكر أن روسيا شنت هجوماً جديداً في المنطقة الشمالية الشرقية من أوكرانيا، وذلك بعد عدة أسابيع من بدء الهجوم الأوكراني المضاد في المنطقة الجنوبية.

هذه التطورات المتسارعة تعكس تصاعد التوتر والصراع في المنطقة، وتثير المخاوف حول استمرار التصعيد العسكري والأثر الإنساني الجاري في الأراضي المتنازع عليها. تتطلب الأوضاع الحالية تدخلاً دبلوماسياً فعالاً من المجتمع الدولي لوقف التصعيد وتحقيق حلاً سلميًا للنزاع.

في الآونة الأخيرة، أعلنت روسيا أن قواتها تقدمت بمسافة 1.5 كيلومتر في اتجاه ليمان، وذلك قبل أسبوعين. بينما أفاد الجيش الأوكراني منذ بداية شهر يوليو/تموز الجاري عن هجمات روسية حول ليمان، وهي مدينة تقع على بُعد حوالي 50 كيلومتراً شمال شرقي كراماتورسك؛ وهي المدينة الرئيسية التي تسيطر عليها كييف في شرق أوكرانيا.

هذه التطورات تؤكد استمرار المعارك والتوترات في المنطقة، وتزيد من التحديات التي تواجه الأوضاع الإنسانية والأمنية. تتطلب هذه الظروف حلاً سلميًا وتوجيه جهود دولية فعالة للوصول إلى وقف التصعيد والتوصل إلى حل سياسي يضمن الاستقرار والسلام في المنطقة المتأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى