الأخبار العالمية

تجدد اقتحام مئات المستوطنين باحات الأقصى تحت إجراءات أمنية مشددة

أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأن أكثر من 300 مستوطن وفرد متطرف من الطائفة اليهودية قد دخلوا باحات المسجد الأقصى منذ الصباح الباكر، وتم تأمين هذا الدخول بشكل مشدد من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية، وذلك في خامس أيام احتفالاتهم بـ “عيد العرش” اليهودي.

تم فرض قيود صارمة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتم منع الشبان من الوصول إلى المسجد منذ صلاة الفجر.

بالإضافة إلى ذلك، قامت قوات الاحتلال بإغلاق عدة طرق في محيط البلدة القديمة، وزادت من تواجدها، ونشرت مئات من عناصرها في محيط المسجد الأقصى وأماكن محيط البلدة القديمة، بهدف تأمين وتسهيل وصول الآلاف من المستوطنين والمتطرفين اليهود الذين يأتون لأداء صلاة “بركة الكهنة الثانية” خلال احتفالات عيد العرش في منطقة حائط البراق.

صلوات وحماية

عمل العديد من المستوطنين على أداء صلوات تلمودية عند باب القطانين، وهو أحد أبواب الحرم القدسي، ومن ثم قاموا بتنظيم مسيرة انطلقت في أزقة البلدة القديمة.

وأفادت مراسلة قناة الجزيرة من القدس المحتلة، نجوان السمري، بأن الاقتحامات التي يقوم بها المتطرفون والمستوطنون مستمرة بتعزيزات أمنية من قوات الشرطة الإسرائيلية، وأشارت إلى القيود التي يفرضها جنود الاحتلال على الصحفيين الفلسطينيين.

وأوضحت أن عمليات الاقتحام تبدأ عادة من باب المغاربة بتأمين من قوات جيش الاحتلال، ثم يقوم المقتحمون بجولة داخل باحات المسجد الأقصى على طول السور الداخلي، حتى يخرجوا من باب السلسلة.

وأشارت المراسلة إلى أن آلاف الأشخاص يؤدون صلاة في حائط البراق، الذي يُطلق عليه إسرائيل اسم “حائط المبكى”.

اقتحامات وتنديد

أمس الثلاثاء، شهدنا اقتحامًا للمسجد الأقصى من قبل أكثر من 800 مستوطن وفرد متطرف يهودي وسط إجراءات أمنية مشددة. قد نددت الفصائل الفلسطينية بهذا التصعيد وحذرت من تداعيات خطيرة قد تنجم عن هذه الاستفزازات.

عيد العرش، الذي بدأ في 29 سبتمبر/أيلول ويستمر حتى 6 أكتوبر/تشرين الأول، يرتبط بذكرى تيه اليهود في صحراء سيناء واستضافتهم في المظلات والخيام.

سابقًا، حذر نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، من أن استمرار اقتحامات المستوطنين بحماية الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المقدسات، ولن يمكن لأحد التنبؤ بنتائجها.

بالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أكدت أن منع الاحتلال للمصلين من الوصول إلى المسجدين الأقصى والإبراهيمي يشكل تصعيدًا خطيرًا للحرب الدينية على المقدسات.

فيما حذرت حركة الجهاد الإسلامي من أن الاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لن يمكن أن يمر دون رد.

ووفقًا لإحصاءات وكالة الأناضول، اقتحم أكثر من 3116 مستوطنًا المسجد الأقصى خلال الأيام الثلاثة الماضية. ونقلًا عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد 789 في يوم الأحد، و1468 في يوم الاثنين، وقد اقتحمه 859 مستوطنًا أمس الثلاثاء. ويُشير ذلك إلى أن هذه الأعداد أضعاف العدد العادي للمقتحمين الذي يتراوح بين 100 و200 يوميًا. ومن المتوقع استمرار الاقتحامات يوم الأربعاء والخميس أيضًا.

مرافقة واشتباكات

عادةً ما تشهد المسجد الأقصى ازديادًا في وتيرة الاقتحامات أثناء فترات الأعياد اليهودية، ويتم ذلك على مدى فترتين زمنيتين، إحداهما في الصباح والأخرى بعد صلاة الظهر، وذلك بمرافقة وتسهيلات من الشرطة الإسرائيلية.

بدأت الشرطة الإسرائيلية في السماح للمستوطنين بتنفيذ هذه الاقتحامات اعتبارًا من عام 2003، على الرغم من التنديد المتكرر الذي تصدرته دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

وينص التقسيم الزماني والمكاني الذي فُرضه الاحتلال منذ عام 1994 على إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي، على منع الفلسطينيين من دخول المسجد وأداء صلواتهم فيه خلال الأعياد اليهودية.

فيما يتعلق بالضفة الغربية، تعرض شاب فلسطيني لإصابة بالرصاص على يد قوات الاحتلال أثناء اقتحامها قرية برقة الواقعة شمال غرب مدينة نابلس. وأصيب 19 شابًا آخر بحالات اختناق نتيجة استخدام القوات الغاز المسيل للدموع، وفقًا لتقرير الهلال الأحمر الفلسطيني.

كانت قوات الاحتلال قد داهمت القرية وأغلقتها، مما أدى إلى نشوب مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الذين حاولوا التصدي للهجوم.

وأكد محافظ مدينة نابلس، غسان دغلس، أن الاحتلال ينتهج سياسة عقوبة جماعية بحق سكان القرية من خلال تكرار فرض الحصار عليها، وذلك بهدف تأمين حماية للمستوطنين الذين يقتحمون منطقة جبل القبيبات، والتي كانت تعرف سابقًا بمستوطنة حومش.

زر الذهاب إلى الأعلى