تحديات متزايدة في الضفة الغربية: نحو انتفاضة ثالثة أم تفكك السلطة الفلسطينية؟
في مقال نُشر في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، ألقى الباحث الاستراتيجي الإسرائيلي، الدكتور ميخائيل ميلشتاين، الضوء على التحديات التي تواجه قوات الاحتلال في الضفة الغربية، وأشار إلى احتمالية حدوث انتفاضة ثالثة هناك نتيجة لعوامل جديدة تتراكم.
ميلشتاين أوضح أن الضفة الغربية تعيش حالة من التوتر بعد فترة نسبياً هادئة دامت عشرة أشهر، مشيراً إلى عدة أسباب تشمل محاولات المقاومة فيها تقليد استراتيجيات غزة، والتسليح الإيراني، وتفكك حركة فتح، بالإضافة إلى تحديات في جنين وتعيين قادة جدد لحماس في الضفة الغربية يسعون للتأكيد على قوتهم.
وبالرغم من ذلك، فقد تغاضى ميلشتاين عن الاستجابة الفلسطينية في الضفة الغربية بسبب تفاقم الأوضاع في قطاع غزة، والقمع المستمر والاقتحامات الإسرائيلية، بالإضافة إلى سياسة إيتمار بن غفير لتسليح المستوطنين لشن هجمات يومية، ما يزيد من التوترات.
وفيما تمثل العمليات المقاومة زيادة خلال الأسابيع الأخيرة، أكد ميلشتاين أن دور السلطة الفلسطينية وتدابير الجيش الإسرائيلي حالياً تمنعان السيناريوهات المروعة مثل اندلاع انتفاضة ثالثة بشكل قريب.
زاهر جبارين، الذي شغل رئاسة حماس في الضفة الغربية، ركز بدوره على ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في التصعيد الأمني في الضفة الغربية منذ أكتوبر الماضي، وأشار إلى الجهود المكثفة من حركة حماس لتعزيز حضورها هناك وتحفيز النشاطات المقاومة.
أخذ ميلشتاين يروج لفكرة أن جبارين يسعى لإظهار قيادته وإثبات قدرته، في حين يتعامل مع تحديات داخلية تتهمه بعدم تحقيق انتفاضة للتخفيف على غزة.
بشكل متزايد، تساهم جهود حماس وإيران في تغيير المشهد الأمني في الضفة الغربية، مما يجعل القوات الإسرائيلية تواجه تحديات جديدة تتمثل في استخدام تكتيكات جديدة مثل الطائرات بدون طيار، التي كانت ممنوعة من الاستخدام لسنوات طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن الفلسطينيين يفضلون الكفاح المسلح، كما حدث في الانتفاضات السابقة.
من جهته، اتهم ميلشتاين إيران بمحاولة تسليح الضفة الغربية، من خلال دعم الهياكل المحلية وتهريب الأسلحة من سوريا عبر الأردن.
وفي الختام، ركز ميلشتاين على ضعف السلطة الفلسطينية الذي يسهم في ازدياد التوترات، نتيجة لصورتها السلبية والتحديات الاقتصادية والقيود التي تفرضها إسرائيل عليها.
هذه العوامل تجعل الضفة الغربية نقطة ضعف استراتيجية لإسرائيل، وتزيد من التحديات الأمنية التي تواجهها في المنطقة.