تحذير من البنك الدولي: تصاعد النزاع في غزة قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط
أعلن البنك الدولي اليوم الاثنين أنه من المتوقع أن يصل متوسط أسعار النفط العالمية إلى 90 دولارًا للبرميل في الربع الأخير من عام 2023، ومن المتوقع أن يتراجع متوسط الأسعار إلى 81 دولارًا خلال العام بأسره بسبب تباطؤ الطلب. ولكن يجب التنويه إلى أن تصاعد العنف في غزة وتوسع نطاقه يشكل تهديدًا لارتفاع الأسعار بشكل كبير.
ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن البنك حول توقعات أسواق السلع الأولية، فإن أسعار النفط ارتفعت بنسبة تبلغ 6% فقط منذ بداية العنف في غزة. وعلى الجانب الآخر، لم تشهد أسعار السلع الزراعية ومعظم المعادن والسلع الأخرى تغيرًا كبيرًا.
يأتي هذا بعد إطلاق العملية “طوفان الأقصى” من قبل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب “عز الدين القسام”، والتي تمثل الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كرد على الهجمات والاعتداءات المتكررة من جانب القوات الإسرائيلية والمستوطنين على الفلسطينيين، بالإضافة إلى الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك.
وبينما تستمر المجازر ضد المدنيين، ارتفعت حصيلة العنف إلى أكثر من 8 آلاف قتيل، من بينهم 3347 طفلا و2136 امرأة، وأصيب حوالي 21 ألف شخص بجروح، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
يشير تقرير البنك الدولي إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة للمخاطر، استنادًا إلى الصراعات في المنطقة منذ السبعينيات مع تصاعد التدرج في هذه المخاطر وآثارها:
- احتمال الاضطراب الخفيف:
إذا حدث “الاضطراب الخفيف”، فمن الممكن أن ترتفع أسعار النفط إلى مستويات تتراوح بين 93 و102 دولار للبرميل في الربع الرابع. هذا السيناريو يعادل تأثير انخفاض إنتاج النفط الذي شهدته ليبيا خلال حربها في عام 2011، حيث تراوح هذا الانخفاض بين 500 ألف ومليوني برميل يوميًا. - احتمال الاضطراب المتوسط:
في حالة حدوث “الاضطراب المتوسط”، والذي يشبه تأثير حرب العراق في عام 2003 تقريبًا، فإنه يمكن أن ينخفض إمداد النفط العالمي بمقدار يتراوح بين 3 ملايين و5 ملايين برميل يوميًا. وهذا سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما بين 109 و121 دولارًا للبرميل. - احتمال الاضطراب الكبير:
“الاضطراب الكبير” يمكن أن يكون له تأثير مماثل لحظر النفط العربي في عام 1973، حيث تراوح انخفاض إمدادات النفط العالمي بين 6 ملايين و8 ملايين برميل يوميًا. وفي هذا السيناريو، من الممكن أن ترتفع الأسعار بشكل حاد في البداية إلى ما بين 140 و157 دولارًا للبرميل، وهو ارتفاع يصل إلى 75%.
قال نائب كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي، أيهان كوسي، إن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي بالضرورة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية. وأضاف أن في حالة حدوث صدمة حادة في أسعار النفط، سيتسبب ذلك في زيادة التضخم في أسعار المواد الغذائية، وهو ما سبق وحدث بالفعل في العديد من البلدان النامية.
وتقدم تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ ثلاثة سيناريوهات محتملة لتأثير النزاع في غزة على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك معدلات النمو ومعدلات التضخم وأسعار النفط. وأشار التقرير إلى أن الحرب قد تدفع أسعار النفط للارتفاع بمقدار 3-4 دولارات في حالة انحسار النزاع في غزة، وقد ترتفع بنسبة 10% إذا شمل الصراع تصاعد التوترات بين حزب الله اللبناني والفصائل المدعومة من إيران في سوريا. وإذا حدثت مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، فإن أسعار النفط قد تصل إلى 150 دولارًا.
ويُشار إلى أن أسعار النفط انخفضت بنسبة 3% يوم الاثنين بسبب حذر المستثمرين قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي والبيانات الصينية، ولم يتأثر السوق بالتوترات في الشرق الأوسط. انخفضت عقود خام برنت بنسبة 2.8% إلى ما يقرب من 86.7 دولار للبرميل في التعاملات المسائية، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.3% إلى 82.7 دولار للبرميل.