تدفق النازحين من قره باغ على أرمينيا والبحث في التطورات بين رئيسي تركيا وأذربيجان


يستمر سكان إقليم ناغورني قره باغ في التوجه نحو أرمينيا في يوم الاثنين، بعد عدة أيام من استعادة أذربيجان سيادته على الإقليم عبر عملية عسكرية سريعة. في الوقت نفسه، يتم عقد اجتماع بين الرئيسين الأذربيجاني والتركي في منطقة ناختشيفان الأذربيجانية.
أعلنت الحكومة الأرمينية أنه حتى صباح اليوم، وصل أكثر من 2100 شخص من سكان قره باغ إلى أرمينيا.
وبحسب وكالة رويترز، يقوم العديد من سكان ستيباناكيرت (أو خانكندي بالأذربيجانية)، عاصمة إقليم قره باغ، بجمع أمتعتهم والاستعداد للمغادرة من المدينة إلى أرمينيا عبر حافلات ووسائل نقل أخرى.
تقوم قوات حفظ السلام الروسية بنقل العائلات التي ترغب في الرحيل إلى أرمينيا، وهذا بناءً على إعلان من قيادة الأرمن في الإقليم.
في الأمس، وصلت دفعة أولى من النازحين الأرمن إلى أرمينيا عبر ممر لاتشين، وقد وفرت السلطات الأرمينية مأوى مؤقتًا لهؤلاء النازحين في فنادق ومرافق أخرى.
وأعلنت وزارة الداخلية الأذربيجانية أنها ستوفر وسائل نقل للانفصاليين الأرمن الذين قاموا بتسليم أسلحتهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 سبتمبر/أيلول الحالي، وسيتم السماح لهم بالمرور من قره باغ إلى أرمينيا عبر ممر لاتشين.
قبل العملية العسكرية الأذربيجانية التي أجبرت الانفصاليين على الاستسلام وتسليم السلاح، كانت التقديرات تشير إلى وجود حوالي 120 ألف نسمة في إقليم قره باغ.
في تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يوم أمس، أكد استعداد بلاده لاستقبال النازحين الأرمن في حال أصبحت إقامتهم في الإقليم غير ممكنة، حسب ما صرح به.
سابقاً، أعرب باشينيان عن استعداد مدينة يريفان لاستقبال حوالي 40 ألف عائلة أرمنية، وهذا يشمل تقريباً جميع الأرمن الذين يعيشون في إقليم قره باغ.
ربط كهربائي
مع توجه السكان الأرمن نحو وطنهم الأم، تعزز سلطات أذربيجان تدريجيا سيطرتها على إقليم ناغورني قره باغ، في ظل مؤشرات تشير إلى انتهاء الصراع الطويل بين أذربيجان وأرمينيا.
في هذا السياق، أفاد المكتب الإعلامي في الرئاسة الأذربيجانية بأن مدينة خانكندي تم فصلها عن نظام الطاقة في أرمينيا وربطها بنظام الطاقة في أذربيجان. ونُشر مقطع فيديو يوضح عملية الربط والانتهاء منها.
في الوقت نفسه، تواصل السلطات الأذربيجانية عملية جمع الأسلحة والذخائر التي تركها الانفصاليون الأرمن.
لقاء أردوغان وعلييف
سيقوم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بلقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم في منطقة ناختشيفان الأذربيجانية في إطار المباحثات السياسية. تُفيد الأنباء الواردة من الرئاسة التركية بأن اللقاء سيتناول التطورات الأخيرة في إقليم ناغورني قره باغ.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم وضع حجر الأساس لخط أنابيب نقل الغاز الطبيعي بين منطقة ناختشيفان الأذربيجانية ومدينة إغدير في تركيا.
كان الرئيسان التركي والأذربيجاني قد أعلنا في شهر يونيو/حزيران الماضي عزمهما تكثيف الجهود لإقامة ممر بري يربط تركيا بالأراضي الرئيسية لأذربيجان عبر منطقة ناختشيفان وأرمينيا، وهو مشروع طويل الأمد ومعقد.
يجدر بالذكر أن الرئيس التركي قد أعرب عن دعمه للعملية العسكرية الأخيرة التي قامت بها أذربيجان في قره باغ.
من ناحية أخرى، تشير تقارير إعلامية أرمينية إلى أن هناك استعدادات جارية لعقد محادثات بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
على صعيد آخر، أعرب باشينيان عن تساؤلات بشأن أهداف بعثة حفظ السلام الروسية في قره باغ نتيجة هجمات أذربيجان المتكررة وإغلاق ممر لاتشين. وأشار إلى أن التحالفات الحالية لبلاده غير مجدية. بالإضافة إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يريفان بزيادة التوتر في قره باغ. تشهد العلاقات الروسية الأرمينية توتراً متزايدًا تراه روسيا نتيجة للتصاعد في التصريحات بين المسؤولين في موسكو ويريفان، مع تدابير في يريفان تُعتبر من قبل روسيا محاولات للنيل من نفوذها في أرمينيا.
اعتقالات في أرمينيا
في الوقت نفسه، شهدت أرمينيا استمرار المظاهرات الاحتجاجية ضد موقف حكومة نيكول باشينيان من الأحداث الأخيرة في ناغورني قره باغ.
أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلاً عن وزارة الداخلية الأرمينية بأن الشرطة قامت اليوم بتوقيف ما لا يقل عن 142 شخصًا في العاصمة يريفان.
كان مجلس الأمن القومي الأرميني قد أعلن أمس عن إفشال محاولة للاستيلاء على السلطة واعتقال 8 أشخاص لهم صلة بالقضية.
يطالب المحتجون باستقالة رئيس الوزراء، حيث يلقون عليه مسؤولية فقدان السيطرة على أرمن قره باغ والأحداث الأخيرة في الإقليم.