تدهور التوقعات الاقتصادية في ألمانيا: انخفاض حاد في مؤشرات المعنويات والقطاع الصناعي
تراجعت التوقعات الاقتصادية في ألمانيا بشكل حاد خلال شهر سبتمبر، مما يعكس الضعف المستمر في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، انخفض “مؤشر زي إي دبليو” لمعنويات الاقتصاد، الذي يقيس توقعات المحللين للأشهر الستة المقبلة، بمقدار 15.6 نقطة ليصل إلى 3.6 نقاط مقارنة بشهر أغسطس، وهو أقل بكثير من التوقعات التي كانت تشير إلى 15.5 نقطة. بعد أن كان المؤشر في المنطقة الإيجابية منذ نوفمبر 2023، تشير الأرقام الأخيرة إلى تساوي عدد المحللين المتفائلين والمتشائمين بشأن الاقتصاد الألماني.
قال رئيس معهد البحوث الاقتصادية الألماني (زد إي دبليو) أخيم وامباخ إن “الأمل في تحسين سريع للوضع الاقتصادي يتلاشى بشكل واضح”. كما تراجع المؤشر الخاص بالوضع الحالي للاقتصاد الألماني إلى مستويات مشابهة لتلك التي شهدناها في بداية جائحة كورونا في ربيع 2020، وفقًا للخبير الاقتصادي روبن وينكلر من دويتشه بنك. تراجع المؤشر إلى سالب 84.5 نقطة من سالب 77.3 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2020.
يشهد الاقتصاد الألماني انكماشًا غير متوقع في الربع الثاني من هذا العام، مع توقعات بنمو ضئيل لبقية عام 2024. يستمر القطاع الصناعي الرئيسي في البلاد في التراجع، مما أدى إلى تدهور معنويات أصحاب الأعمال، في حين أظهرت بيانات المسح لشهر أغسطس تدهورًا في ثقة المستهلكين.
أشار وينكلر إلى أن “التفاؤل الذي شهدناه في الربيع قد اختفى، ويبدو أن خريفًا كئيبًا يلوح في الأفق”. كما أظهر مسح المؤشر انخفاض التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو ككل، رغم أن التراجع كان أكثر حدة في ألمانيا.
تراجع تقييم خبراء سوق المال بشأن التطور الاقتصادي في منطقة اليورو، حيث سجل مؤشره 9.3 نقاط مقارنة بـ 17.9 نقطة في أغسطس. كما انخفض مؤشر تقييم الوضع الاقتصادي لمنطقة اليورو بمقدار 8 نقاط ليصل إلى سالب 40.4 نقطة. يأتي هذا رغم أن المشاركين في المسح أخذوا في الاعتبار قرارات البنك المركزي الأوروبي، الذي خفض سعر الفائدة على الودائع لأول مرة منذ 2019.